عائلة تقتل ضيوفها في عام 1873 م
ثلاثة أشقاء بمساعدة آخر يقتلون 11 ضحية عام 1970 م
خطف وتعذيب خمس فتيات عام 1979م
رجل يقتل 5 آخرين عام 1980 م
قتل 6 ضحايا خنقاً لأجل بطاقة الائتمان عام 1994 م
قتل واغتصاب 23 ضحية عام 2008 م
قتل ودفن 11 ضحية في الصحراء عام 2011 م
قتل 9 ضحايا بدافع سرقة المال عام 2013 م
هذه بعض قصص القتل والخطف والاغتصاب في غير البلاد العربية التي وردت في بعض الصحف والدراسات والمصادر الاعلامية المختلفة والمتنوعة واغلب هذه الجرائم قد تكون بدافع مادي او نفسي او سلوكي أو اجتماعي وتختلف اعمار القتلة من مراهقين الى رجال ونساء راشدين ، وهذا يقودنا الى عدة تساؤلات عن نشأة الدافع ونموه النفسي والشخصي والفكري للجاني أو مرتكب الجريمة ، ولا يعني اننا في هذا المقال تطرقنا الى بعض جرائم القتل والاغتصاب والخطف أن الجرائم محصورة في هذه الأنواع فقط ، بل أن هناك العديد من الجرائم تختلف باختلاف جانيها والمجني عليه ومسرح الجريمة وادواتها واطرافها وما الى ذلك ... وما سوف نتطرق له في هذا المقال هو السلوك العدواني الابتدائي الذي تكون أغلب نتائجه جريمة واعتداء على الاخرين بأي وسيلة من الوسائل .
ويعرف علماء الاجتماع والقانون والمختصين في الجرائم السلوك العدواني بأنه ( تصرف سلبي يصدر من شخص بإتجاه آخر بصورة عنف جسدي أو لفظي أو رمزي بهدف إيذائه والاضرار به ) كما وردت عدة تعاريف اخرى تدل على التعدي على الاخرين وانتهاك حقوقهم الانسانية والشخصية .
وتختلف عوامل البناء والتنشئة من جيل الى جيل ومن مجتمع الى مجتمع آخر ، وتتأثر التنشئة للفرد بعدة محاور مهمه ومنها ( الوالدين ، القرابة ، المجتمع ، الذات ، السلوك ) وهذه العوامل هي عوامل تستقل او تتشارك في عملية بناء الشخصية الانسانية وطريقة تعاملها مع الاخرين ، وليست هذه المحاور أو العوامل هي فقط المسؤولة عن تكوين الشخصية ودوافعها نحو السلوك العدواني وارتكاب الجريمة ، بل أن هناك عامل المواقف الاجتماعية التي لا يتمالك فيها الشخص نفسه ولا التحكم في انفعالاته فيعبر عن المكنون الغاضب الداخلي بسلوك عدائي خارجي دون النظر في العواقب والنتائج المحتملة ، وقد يكون دافع السلوك العدواني تحت تأثير المخدرات التي تُذهب العقل وتشتت الفكر وتخلخل القرارات وتجعل العشوائية واللاعقلانية تكون سيدة المواقف ، بالاضافة الى عامل التقليد الوهمي لأبطال الأفلام ، وما خلفته الألعاب الإلكترونية من إيحاء نفسي وعقلي بسهولة ارتكاب الجريمة بدافع الفوز والتحدي والتغلب على المنافس حتى أصبح منظر القتل والدماء واستخدام الاسلحة في تلك الالعاب أمراً مسلياً وممتعاً .
علينا أن نعي تماماً أن نتائج السلوك العدواني ستكون ذات تأثير سلبي بدرجة كبيرة على الذات والأسرة والاصدقاء والمجتمع والمستقبل ، وحتى نقي أنفسنا ومجتمعنا من هذا السلوك العدواني ونتائجه علينا التمسك بما ورد من توجيه الهي ونبوي يحفظ للانسان كرامته وحقه وانسانيته وأنه العنصر الأهم في هذا الكون ، كذلك الاهتمام بتنمية الذات وتدريبها وتعويدها على السلوك السوي ، ولا ننسى دور الأسرة والتربية الوالدية في التنشئة والرعاية والاهتمام ، وللاعلام دور كبير في المواد الاعلامية الهادفة التي تقف في وجه اي سلوك يؤثر سلباً على الفرد والمجتمع ، وللمؤسسات الخاصة والعامة دور هام أيضا بالمشاركة في بناء الفرد بناء سليماً يساهم في بناء ذاته وأسرته ومستقبله ومجتمعه .
إن السلوك العدواني هاجس يؤرق الأمن الانساني ويجب علينا أن نقف يداً بيد مع كل الجهات لمكافحته والحد منه بالتربية والتوجيه والتوعية والارشاد والنصيحة والتطبيق والتعليم والتدريب والحماية والرعاية والمراقبة والاشراف والمتابعة ، إن أمن الوطن وأمن المواطن والمقيم هو مسؤولية الجميع ومهمة الكل حتى نقف في وجه السلوك العدواني ونحد من نتائجه .
متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية