انتهى زمن الدول الراديكالية ، وصار العالم – كل العالم – شعوبًا وأفرادًا يتطلعون إلى دولة المؤسسات ، تلك الدولة التي تحكم بالقانون وتحكِّمه في كل شؤونها ، واحترام الإنسان والإيمان بالتغيير .. لكن ما جرى ولا زال يجري في إيران ، أن نظام الملالي المفلس لم يستطع أن يواصل خداع العالم ، ولا خداع المنطقة العربية ، ولا حتى خداع شعبه .
.
فقد جرى عالمياً تصنيف نظام ملالي إيران على أنه نظام شيطاني شرير .. وعربياً وإقليمياً على أنه توسعي تآمري حاقد .. وتم التأكد من أنه ضليع في صناعة " بيوت الدبابير" .. أما محلياً (داخل إيران نفسها) فقد تيقن الشعب الإيراني أن خامنئي وزمرته ليسوا أكثر من نظام بوليسي قمعي ، يتدثر برداء ما يسمى بالثورة ، بينما هو استبدادي يؤصل لولاية الفقيه .
.
وإيران الأرض والإنسان كان يمكن لها أن تكون بلدًا ناهضًا صناعياً وتجارياً وعلمياً بفضل إمكاناته الطبيعية ، لكن نظام الملالي ومنذ ثورة الخميني المشؤومة 1979 ، استطاع أن يطبق على عنق البلاد والعباد هناك ، وحبس عنها – ليس التنمية والحرية والسعادة – بل وحتى الهواء والماء ، وأدخلها في نفق مظلم .. بدءًا بموجة العداء السافر لمحيطه الخليجي المجاور - ونحن هنا في السعودية تحديدًا من أوائل وأكثر من يريد استهدافهم بنباله المسمومة - وثانيًا بـ "دس أنفه" في الكثير من أقطار العرب .
.
قلنا ماضيًا ونقول الآن .. إن رفض نظام إيران الراديكالي لليد الخليجية والسعودية الممدودة له , دليل دامغ على سوء طويته ، وعلى خسته ومكره وجنونه , بل وعلى نواياه الشريرة ، لتخريب بلادنا وخليجنا العربي ، وإدخال الإقليم في مستنقع من اللهب .
.
إن الصرخات المطالبة بالموت لخامنئي في مظاهرات الإيرانيين الشرفاء ، تعني بالدرجة الأولى سقوط الاحترام والقداسة – إذا صحت الكلمة - لآخر ذيول الملالي .
.
وثورة الشعب الإيراني دليل آخر دامغ على فساد مشروع ولاية الفقيه ، خصوصاً والرافضون هم الإيرانيون من أبناء الشعب نفسه ، ما يعني أن أهل البلد أنفسهم قد "غسلوا أيديهم" من حكام البلد نفسه .. فهل ثمة حجة أقوى من هذه ؟.
.
ثورة الشعب الإيراني الحر ، حتى إن لم تستطع - الآن - اسقاط نظام الملالي ، فإنها بدون شك قد عرّت النظام من الداخل ، وكشفت لكل أحرار العالم مدى اسفافه وإفلاسه ....
بحيث تظل مرحلة سقوطه النهائية - مسألة وقت فقط .