الزمن - في حقيقة الأمر - لا يقاس بالأيام وحسب ، لكنه يقاس أكثر بالمنجزات .. نحن الآن في أمام خمس سنوات مضت ، منذ تولي خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - لمقاليد الحكم في بلادنا .
.
سنوات خمس مرت كالطيف ، تتراكض مسرعة - كأنها لحظة .. لكنها في عمر المنجز ، تقدر بعشرات السنين .. ذلك لأن ما تم فيها من تحولات ونهضة بفضل الله ثم القيادة الرشيدة للملك سلمان يعتبر عملًا مذهلًا .
.
والواقع أنك لو جئت قبل سنوات بأفضل خبراء التنمية , وأعرق فقهاء السياسة , وسألتهم عن أفضل الاستراتيجيات التي يمكن للمملكة العربية السعودية أن تسير عليها , لتصل إلى مرتبة أفضل بين دول العام ، فإنهم لن يعطوك ربع ما يُفكر به ويراه الملك سلمان بن عبدالعزيز .
.
نقول ذلك لأننا نتحدث عن حقائق دامغة ظاهرة على الأرض ، فالملك سلمان شخصية ليست طارئة على الحكم , فهو لم يأت للحكم من الوسط العام للناس بثقافتهم ووعيهم المحدود .. بل جاء إلى سدة الحكم من داخل بيت الحكم نفسه ، ومن زخم العمل السياسي القيادي ، ومن بين أروقته .
.
الملك سلمان جاء إلى القيادة العليا في بلادنا من الباب الأمامي الواسع , تدرج في المسؤولية , وتشرب فن صناعة القرار , وعاش قريبا جدًا من كل الأحداث وصانعيها .
.
فقد حكم الرياض كأمير لها لأكثر من 50 عاماً ، وعاش مع وقريبًا جدًا من الملوك ، ومن فوهة المسؤولية العليا ، فقد عاش أولا مع والده الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - لسنوات طويلة ، ثم عاصر الملوك منذ الملك سعود وحتى الملك عبدالله رحمهم الله ... بمعنى أنه عاش كل تفاصيل الأحداث ، وقريبا من (مطبخ) صناعة القرارات مع ستة ملوك .
.
عاش لحظات التأسيس , ثم صناعة البنية التحتية للدولة ، ثم عاصر وتعايش مع كل أحداث المملكة والمنطقة والعالم بشكل أكثر من لصيق ، فكان قريباً من جهرها وسرها ، ومن شدة أيامها ورخائها ، ومن مراقبة أصدقائها وأعدائها .
.
تجربة ثرية ، وفترة طويلة غنية ، عاشها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وقد كانت كافية لأن تشكل لنا - وللعالم وللتاريخ - شخصية غير عادية ، شخصية سياسية نادرة .
.
ولذلك فإن كل القرارات التي اتخذها الملك سلمان منذ تسلمه القيادة في بلد كبير ومهم مثل المملكة العربية السعودية ، كانت بالفعل قرارات محورية استراتيجية مدهشة ، وأضيف وصفاً آخر فأقول أنها كانت مفاجئة , لكن فقط لمن لم يكن يعرف حقيقة ووعي وحكمة وحنكة الملك سلمان .
.
الملك سلمان عندما قبل بولاية العهد التي اختاره لها الملك عبدالله كان يعرف أنه سيكون ملكاً للبلاد في المستقبل ، وقبل بالمنصب لثقته في نفسه وفي قدراته .... كان يعرف أن مسئولية الحكم ليست نزهة ، بل هي عمل شاق ومسؤولية عظيمة ، خصوصاً لبلد واسع مثل قارة ... لبلد هو قبلة المسلمين ومرجعيتهم ... لبلد هو مصدر الطاقة الأول للعالم ... لبلد مهم استراتيجيًا للغاية في الشرق الأوسط والعالم .
.
كانت أولى المفاجآت الجميلة المدهشة للملك سلمان توقيعه واشرافه على رؤية 2030 لمهندسها البارع سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي ، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، الشاب القيادي الملهم وعضيد الملك .
.
رؤية 2030 التي كانت المملكة بأمس الحاجة لها ، لنعرف ماذا نريد كبلد ، وكيف ، ومتى سنصل ؟ ... رؤية 2030 التي كانت تعني للمراقب المتفحص أن قيادتنا الرشيدة تثبت من جديد أنها صاحبة فكر وصاحبة عمق ، وتريد أن تتحرك معها بلادنا - وفق خطوط واضحة مرسومة ، وليس (حسب التساهيل) كما يُقال .
.
كثيرةٌ هي القرارات والمواقف المدهشة للملك سلمان ، والتي لا يمكن سردها في إيجاز سريع كهذا ... فهل نتحدث عن عزمه وحزمه في الوقوف أسدًا هصورًا أمام من يريد أن يهدد حدود بلادنا .. أم عن حربه على الفساد والإرهاب .. أو عن شلال التنمية المنهمر على كل ركن من أركان بلدنا .. أو عن تمكين المرأة والشباب ، وتغليب الوسطية ، وتنويع مصادر الدخل ، وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني ، وزيادة ترسيخ الأمن وسط عالم متقلب مضطرب ؟ .
.
والحقيقة التي يجب أن نقولها - ويشهد بها العالم معنا - أننا أمام زعيم مختلف ، وقائد فريد .
.
لذلك علينا أن نزداد اطمئنانًا إلى أن بلادنا في يد حكيمة مخلصة أمينة .. وأن خلاصة تجربة ووعي وثقافة الملك سلمان في الحكم منذ الصغر ، قد بدأت تؤتي أكلها ، بحيث صرنا بلدًا يعرف أين أن يضع قدمه بالضبط .. وكيف يتعاطى مع حاضره .. وأيضًا - وهذا مهم - كيف يستشرف قادم أيامه بخطط محكمة وواثقة .
.
يا خادم الحرمين ، الملك سلمان .. (أنت ملك .. من قبل أن تكون ملك)
2 comments
م.د.نهله الوشاح
12/03/2019 at 5:09 م[3] Link to this comment
سطور كاتب تحمل اسطوره بداخلها انجازات تعمل على التغير والتحسين المستمر
فما أسرار السطور في عالم القياده لنهضه تحكي فيها الكثير من النجاحات في إدارة القياده نتجه عنها تفوق القدره في تحقيق الهدف والوصول إلى القمه في النجاح
فمن هنا اكتملت الصوره لمعالم السعوديه العظمى .
م.د.نهله الوشاح
12/03/2019 at 5:18 م[3] Link to this comment
لمحة تاريخية عن تغير حاصل بسرعة الريح من سمو الامير محمد بن سلمان لمعالم المملكه العربيه السعوديه فكل منهم يحمل شخصيه خاصه مكمله لماضى فيأتي الحاضر بشخصيته ليرفض ان يكن شخصيه مكرره لمن قبل فكانت سطوره تحكي حبه لأبنائه من شعب ليرسم له مخطط وردي لينهض بهم إلى إثبات الذات ليقول للعالم ها هم أبناء السعوديه فما كان ابن سلمان فقط ابن ملك بل هو اراد ان يكون انسان ساعي ناهض بفكر ومفكرين ، حلمه بداخله كلمات سريه جاهده بنظره عمق عن بعد فمن يدرك ما يدور بذاته من أفكار سينحني بقبعته إحترام وتقدير له فما كان ان يكون مثل الآخرين اراد ان يعمل التغير من الداخل والخارج فمن هو محمد بن سلمان قبل ان يكون أمير ابن ملك ليعلم العالم بأنه انسان يسعي بانسانيه لأنه يحب العمل والعلم يحب شعبه والدول العربيه ولكن نظرته مختلفه للعالم ، هو شخصيه جاده قويه مسيطر فما كان منه إلا أن أدهش فبهر العالم بتغير سريع إلى الأفضل والاعظم وسيبهر الدول العربيه والعالم بجمال أفكاره السابقه للتطور . تحيا السعوديه العظمى.