النجم .. هو النجم .. ولذلك فإن أي أحد من الناس يجب ألا يقارن نفسه بنجم له شعبيته الواسعة .
.
سأضرب مثالًا هنا ... فقد رأيت قبل فترة في تويتر تغريده للنجم العماني الدولي وحارس مرمى الهلال السابق (علي الحبسي) .. حيث كان عدد الذين اعادوا واحدة من تغريداته 4100 خلال أيام فقط .. علماً بأن تلك التغريدة ليس فيها كلام - ولا حرف واحد - فقط صورة للحبسي وهو يحمل ممازحًا زميله الدولي نحم وسط الهلال المخضرم محمد الشلهوب ، وهما يبتسمان .
.
وأيضا فالنجم الكروي عمر السومة - كمثال أخر - وفي واحدة من تغريداته الأخيرة ، وصل الرتويت عليها أكثر من 8000 إعادة ..
ثم أنظر لبعض رؤساء الأندية الرياضية ، فقبل أن يكون رئيسًا للنادي ، عدد إعادة تغريداته حوالي 15 مرة فقط ، لكن بعد أن يصبح رئيسًا يتعدى الرقم 1500 .
.
وعلى أية حال .. فإنني أنظر - شخصياً - لموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) على أنه منصة لإبداء وجهة نظرك أنت يا صاحب الحساب ، وليس بالضرورة أن يكون مكانًا لاستقطاب الشهرة ، واستجداء (الريتويت) من هذا أو ذاك .
.
ثم - وهذا مهم جداً – فلا يعني أن كثرة الريتويت على تغريدتك ، أنك قدمت فكرًا ووعيًا وتنويرًا .. أبدًا .. فهذا ليس صحيحًا طبقًا لمتابعاتي لتويتر منذ حوالي خمس سنوات مضت .
فثمة تغريدات ضعيفة الفكرة وبعضها تافهة .. ولكنك تجد أن عليها ريتويت بالمئات ، وذلك لأسباب مختلفة ، لا تتسع المساحة هنا لتفصيلها .
.
كما أن من كان لديه متابعون بأرقام عالية لا يعني أيضاً أن ما يقدمه من تغريدات هو من الدرر والجواهر ، ولكن لذلك أسباب مختلفة ، منها أن صاحب الحساب ربما يكون نجماً مجتمعيًا أو رياضياً أو مغنياً ، أو داعية مشهوراً .
نعم بعض أولئك يقدم شيئاً جميلاً ومفيدًا بل رائعًا ، ويعبر عن رؤى إبداعية ، أو التقاطات بهية ... ولكن الصحيح كذلك أنه ليس الجميع كذلك ، فبعضهم لا يقدم سوى طروحات بسيطة جدًا , لا تسمن ولا تغني من جوع .
.
ويظل المهم بعد كل هذا ، أن هذا أو ذاك من عامة الناس ـ وهم الغالبية الساحقة من زبائن تويتر – يتعين على أولئك ألا يقارنوا أنفسهم بالنجوم ، وإذا ما وجدوا أن أحدًا لا يعيد تغريداتهم ولا يكرمهم بريتويت .. فإن ما للنجم من حضور لدى الناس هو السبب في أنهم (يرتوتون) له ، مع أنك كإنسان عادي لو قمت - مثلًا - بنسخ ولصق نفس كلام تغريدته بالنص ... فإنك لن تجد ولو 1% من التجاوب والتفاعل ... وهذا أمر طبيعي .
.
ولذلك فلا تبتئس يا من كنت تنشد الريتويت بغزارة .. فأنت لست بحجم نجومية أولئك .. ولا تملك نفس حجم جماهريتهم ، حتى ولو توسلت إلى الناس بعبارة الرجاء المعتادة ... (فضلاً ... ريتويت للتغريدة ؟) ..