طالعتنا وسائل التواصل الاجتماعي ليلة الجمعة وغداتها (14 ديسمبر لعام 2019م) بومضات انارت سماء جدة وعم وهجها فضاء تلك المدينة الحالمة فتهادت أنوارها مسامرة نسمات بحرها الهادئة في رحلة عابرة مع بزوغ نور نهار جديد أنارت أشعته سماء الكون أنسا وفخرا وعزا لكل بارقي تغنى بإحياء تراث الأصالة وبعث تاريخ المجد في أمسية كرنفالية رائعة متميزة حملت رسالة واضحة المعالم سهلة المعاني عميقة الأثر والتأثر.
هذه التظاهرة المحمودة لم تكن سحابة صيف عابرة أو بدعا من القول وإنما هي عمل استراتيجي رافقه تخطيط دقيق وأهداف بعيدة وقريبة ذات قياسات محددة وممكنة التحقيق ولذلك كانت الرؤية واضحة والرسالة أكثر وضوحا والعمل ذو منهجية مرسومة ولهذا أدى ثماره يانعة حلوة القطاف.
ولا يملك أي عدل رأى هذا المهرجان الماتع بعين الإنصاف والحيادية إلا أن يرفع القبعة احتراما لهذا العمل الاحترافي الذي ينبض مهنية عالية وحق له أن يكون كذلك فنخبة النخبة في فكرها طوعت الأمسية لتذعن لتاريخ الأصالة الضاربة بأطنابها في عمق الوجود الأبدي كحقيقة لا يخالجها أدنى شك في أحقية سيادتها التاريخية ذات السبق والصدارة إنها بارق العز ولينظر كل منصف إلى مكان البارق ثم يقول ما شاء بشرط أن يكون عدل وإنصافا.
هذه النخبة التي عملت وواصلت الليل بالنهار لتخرج لنا هذا العمل الفني الرائع الباعث على استجلاب الحقائق سواء من بطون الكتب أو من شواهد التاريخ الحاضرة هي شريحة نذرت نفسها لقول حقيقة وقد تعاظم من كره قولها وكثر من سعى حثيثا إلى تجاهلها خوفا على مركز ينشدونه أو مجد يبتغونه ولكن هيهات أن تغطى شمس الحقيقة بغربال الزيف والضلال.
هؤلاء المتميزون سردوا لنا تاريخ بارق البارق في سماء الكرامة والكرم والعز سواء في العصر الجاهلي أو الإسلامي أو حتى في وقتنا الراهن ولأن الكبار لا يظهرون إلا في عظام الملمات فإن أبناء بارق صفحات مشرقة في تاريخ التضحيات الوطنية منذو أن عرف المكان وتحدث الإنسان فهاهم في سباق مع الزمن في تقديم أرواحهم في الحد الجنوبي مقتدين بأولئك الأشاوس في حرب الكويت هذا المارثون الممتد من عصر سراقة إلى وقتنا الراهن.
أمام هذه الملاحم التاريخية التي جسدها أبناء بارق بالمنطقة الغربية إحياء وتكريما ومناشدة لشد أواصر المحبة والإخاء ليست نزعة عنصرية ولا تحيز قبلي وإنما هو طاعة لأمر رباني كريم قال تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) كذلك هو اتباعا لنهج اسلامي كريم قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا). فإذا كان هذا الأمر في حق البعيد واجبا فهو في حق القريب آكد وأوجب ونخرج من هذا التأصيل بما يفيد أن هذا الملتقى لم يكن ترفا بل هو واجب لا سيما في هذه الحقبة الإلكترونية المتسارعة التي جعلت أهل البيت الواحد يعانون غربة الحميمية فما بالك بمن هم أبعد وأبعد؟
ولعلي أختم بقولي كل كلمات الشكر تأتي عاجزة لكل من عمل وشارك وحضر ولا أجد قلمي عاجزا مثل هذه اللحظة التي أسطر فيها كلمات أحاول بها أن أصف ملحمة الإنسان الإبداعية التي تعدت كل حدود الثناء والمديح.
ولعل عزائي في شكر كل بارق لمع في سماء ملتقى بني بارق حضورا مشرفا أيا كان دوره.
4 comments
Skip to comment form ↓
عايض احمد زايد
12/16/2019 at 11:31 م[3] Link to this comment
على راسى يابو خليل
تسلم الله يعطيك العافيه
عبدالعزيز احمد الدريبي
12/16/2019 at 11:49 م[3] Link to this comment
حقيقة اننا في ملتقى ابناءبارق بالمنطقة الغربية قد مرينا بايام وشهور عمل وجهد وتخطيط وترتيب وتعب نفسي وجسدي لاظهار الملتقى بصورة ترضي ابناء بارق ولاكن عندما نشاهدمثل هذه الشهادة الصادقة من احد ابناء بارق المخلصين فانها تنسينا تعب تلك الايام والشهور وتحفزنا لعمل المزيد لخدمة ابائنا واخواننا وابنائنا اهل بارق في كل مكان تحية اجلال واكبار واحترام وتقدير لشخصكم الكريم ولقلمكم الصادق استاذ ابراهيم
ابو احمد
12/17/2019 at 12:15 ص[3] Link to this comment
ماتوا اللي يكتبون مقالات مثل هكذا ..
وانه مع بزوغ نور و و و و و تهاوت الشمس قائلة للفجر .
مع كل احترامي للكاتب طبعا..
المقال الحديث لا يتعدى عشر اسطر ويوجز فيه الكاتب بكل اريحيه ما يريد ايصاله للقارئ بدون اي فلسفه وحشو زائد …
ايصال المعلومه بشكل سلس للمتلقي اهم بكثير من هذا الحشو الذي عفى عليه الزمن ..
الرحالة /البارقي
12/17/2019 at 6:35 ص[3] Link to this comment
ماشاء الله تبارك الله كلام جميل وراقي احييك على هذا الإبداع وأبناء بارق يستاهلون وهم كما قلت عنهم وكما ذكرهم التاريخ