من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تابعت مثل غيري ، ما يقوم به أمير منطقة عسير ، الأمير تركي بن طلال ، فهو شخصية قيادية إدارية (مختلفة) في حقيقة الأمر .. فقد خلق شعوراً واسعاً من كونه قريبًا من كل أحداث منطقته ، يخرج للناس بسيارته وهو يقودها ، ويتحدث مع كثيرين في الطريق ، ويقف على الحالات التي كان يمكن أن يكفيه فيها مدير الإدارة المختصة ، مثل زيارته الأخيرة للمتسممين من طعام ملوث في محايل عسير .
.
هو بذلك الاقتراب من الناس ومن قضاياهم ، ينفذ الفلسفة الإدارية الصادقة (ليس من رأى كمن سمع) .. وهو في تقديري مؤمن بأن التقارير المكتبية لا تكفي تمامًا .. فقد يتم تجميلها وتزيينها لأسباب مختلفة ، ثم في النهاية هي لا تعطيك كمسؤول كبير (الصورة الحقيقية) كما هي .
.
الأمير تركي بذلك المنهج المختلف في العمل اليومي له - كحاكم منطقة – يقدم للأخرين عدة معطيات .. من بينها ، شعور بل تيقن المسؤولين التنفيذين من حوله أن عين الأمير (حاضرة) ويمكن أن تقع بسهولة على كل شيء في أي لحظة من ليل أو نهار .. وأيضًا هي إشارات من الأمير بأن المسؤول - أيًا كانت درجة مسؤوليته – يجب أن يكون دائمَا في (عين الحدث) ليرى ويسمع بنفسه ..
.
وكذلك فهو يؤكد على أنه يتعين على الجميع أن يعرف أن (العمل العام) ليس تشريفًا بل تكليفًا ، وأنه عمل مرهق وليس نزهة أو عمل على حسب التساهيل .. وهو أولًا وأخيرًا مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة .. وأن المرحلة التي نعيشها لا تحتاج – أبدًا - مسؤولًا (نمطيًا) .. بل إنها بحاجة ماسة إلى شخصية قيادية إدارية (غير عادية) .
.
لغة الأمير تركي – لمن يتأملها بدقة – هي لغة حازمة ، متقصّيه .. عفوية حيناً ، وعميقة أحياناً أخرى .. منطقي جدًا في طروحاته .. مثقف ولديه وعي كبير .. متحدث جيد .. ينصت ، ثم يداخل ، وأخيراً يقرر .. وبذلك فهو مسؤول صاحب قرار .. ومعروف في علم الإدارة أن من بين أشهر تعريفات الإداري الناجح (أن يكون صاحب قرار) .
.
وبحسب متابعاتي لم أسمع الأمير تركي مرة يقول مثلاً : نشوف ، نحاول ، سنرى .. بل هو (يقرر) يصنع القرار في ذات اللحظة .. والأكثر أهمية من ذلك – وهذا مدهش – أنه يضع نفسه مسؤولاً عن التقصير .. ذات مرة سمعته يقول : (إن كل منجز يتم هو بفضل الله ، ثم الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد ، اللذين قدما وبذلا الكثير .. وأي تقصير – إن حدث لا سمح الله – فهو منا ، وأنا من بينهم) .
.
أمير مدهش ، مذهل حقيقة ، يطوف المنطقة - في غير مرة - بالثياب العادية التي ألبسها أنا وأنت ، بدون مشلح في عدة مرات ، وكأنه يقول في إشارة غير معلنة .. أنا جئت هنا - إلى عسير - لأعمل ، و لأنتج ، ولأضع (بصمة) ، وليس للمظهرة أو الترزز بالمشلح .
.
ولا غرابة في ذلك عندما تعرف أن الأمير تركي .. هو من نتاج مرحلتنا الزاهية .. مرحلة ملكنا الحازم الملك سلمان .. وولي عهده المبهر أميرنا محمد – حفظهما الله -
.
الأمير تركي .. أمير تتمنى من أعماق نفسك أن تكون قريباً منه ، لتضع قبلة على رأسه ، وتقول (كثر الله خيرك ، وأكثر من أمثالك) ... فلقد صغت فلسفة جديدة في مفهوم عمل أمير المنطقة ، وفي تنميط عمل وآليات التعاطي مع شؤون الناس ، كأفضل ما يكون الأداء العملي المحكم .
.
يا أمير .. لقد أبهرت .. ولويت الأعناق ، ولذلك فإن من أمنياتي على المستوى الشخصي أن ألتقي بك ، لأقول له كلمة واحدة فقط : (لقد أتعبت من سيأتي بعدك) .
4 comments
Skip to comment form ↓
د . جرمان أحمد الشهري
12/22/2019 at 3:34 م[3] Link to this comment
سبقتني يا أستاذ بخيت ، ففكرة مقالك عندي تحت الطبع ، ولكن السبق كان من نصيبك ، فهنيئاً لك بهذا المقال الرائع الذي يعبر عن مكنون جميع مواطني منطقة عسير ، الذين تشرفوا بأن تكون منطقتهم تحت قيادة هذا الأمير الفذ ، هذا الأمير المسؤول النشط والإنسان البسيط القريب من كل القلوب ، فسمو الأمير تركي بن طلال نحت اسمه في لوحة شرف تأريخ عسير ، بما يقدمه من نموذج فريد للقيادة الناجحة والفاعلة .
فريق التحرير
12/22/2019 at 3:44 م[3] Link to this comment
شكرًا دكتور جرمان الشهري … على تعليقك ، وقلمك الواعي .. وتحية كبيرة لك من أسرة التحرير
اخوك / الاعلامي أحمد علي الكناني
12/22/2019 at 4:12 م[3] Link to this comment
كلمات كبيرة بإسم راعيها.. متواضعة بأخلاقه.. عظيمة بأعماله..
أبهرنا سمو أمير منطقة عسير الامير تركي بن طلال بن عبدالعزيز ال سعو.. بأسلوبه الفريد في تفقد أحوال المواطنين .
كما نستمتع بكلماته التي يرددها في كل مناسبة ومجلس قائلا.. نرتقي للمواطنين ..لا ننزل إليهم).. ما أجمل الوصف، بل أنه مدرسة في الأدب والإحترام وخفض الجناح للرعية.
شكرا زميلي الكاتب المتميز الاستاذ بخيت الزهراني على هذه اللوحة الفنية والوفاء لأمير منطقة عسير.
فريق التحرير
12/26/2019 at 2:09 م[3] Link to this comment
شكرًا – أخوي الزميل أحمد – وممنون على مشاعرك الطيبة ، وكلماتك الجميلة .. وأن مقالي قد راق لك .. كل التحايا