فعلاً ... ابن آدم لا يقتنع ، ويطمع في المزيد - والطمع في المزيد حقٌ مشروع !.
جلست مع نفسي قبل أيام ، واستعدت شريط الذكريات ، فيما يتعلق بالمرافعات ذات الصلة بـ ...
تواصلٍ يعقبه تقاطع وتهاجر ...
ومرافعات ومدافعات ما أنزل الله بها من سلطان ، وهي في نظر الكثير من الفضلاء من مكائد الشيطان ومسالكه المهلكة .
كم يحزن ويتألم المصلحون : عندما يختصم الزوجان ...
أو ترتفع الأصوات بين الجيران ...
أو يمثُل الصديقان في المحاكم يترافعان !.
كم.... وكم.... وكم
.
ونظراً لكوننا بشر ، فإننا نتأثر سَلباً و إيجاباً بتصرفات وكلمات وأحياناً - حركات - الآخرين .
وقديماً قالت العرب :
الوصل الذي يأتي من بعده إهانة لا حاجة له ، ومثله كمن يسقي شجرة صناعية وينتظر منها الثمار اليانعة !.
لكن في المقابل ؛ ديننا الحنيف دعانا وحثّنا ورغّبنا في :
التسامح ، ونسيان الأحقاد والضغائن ، والتركيز على الايجابيات في طيات المحن والابتلاءات .
.
نتمنى أن يفكر العقلاء في مستقبلهم المشرق المتمثل في البحث عن الحياة الهادئة التي تقودنا حتماً - بإذن الله تعالى - لمرضاة الله وعفوه .
ولن نستطيع تحقيق ذلك إلا إذا أزلنا الهموم الجاثمة على قلوبنا ، ونزعة الانتقام أو التشفي من بعضنا البعض .
.
كتاب الله تعالى ، مليء بالعظات والعبر ، لكل ذي لُبٍ وبصر .
سبحان الله العظيم ؛
كم من الأموال ذهبت ؟
وكم من الأوقات استنزفت ؟
وكم من الأوراق الثبوتية جُمعت ؟
وكم من الجلسات عُقدت ؟
وكم من النفوس شُحنت ؟
وكم من الاجتماعات عُقدت ؟
وكم من المسافات قُطعت ؟
.
ومع كل هذا .....
ماهي الفوائد التي جنتها وتجنيها الأطراف المتنازعة بعد الجولات الشيطانية الساخنة ؟!.
آمل كما يأمل غيري من العقلاء ؛ أن يُسدل الستار !
وتطفأ الشموع !
وترتاح النفوس !
ويتفرغ الجميع لما يحبه الله عز وجل ويرضاه من شؤون ديننا ودنيانا .
.
ولله در الشاعر عندما قال :
(هي الليالي كما شاهدتُها دولٌ
من سره زمنٌ ساءته أزمان)
.
يشهد الله تعالى من علياء السماء إنني شخصياً أحب الخير للجميع ، واتمنى السعادة والفرح والسرور ، والود والحبور لكل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ويشهد أن محمداً عبد الله ورسوله "صلى الله عليه وسلم"
نحن جميعاً نؤمن بسنة الاختلاف التي أرادها الله سبحانه وتعالى ، وسنة قضتها حكمةُ الله وعلمه بخلقه .
.
الأمر المهم ، وربما نقول الأهم :
علينا أن ندرك أن الاختلاف لا ينتهي لأنه سنة من سُنن الحياة ، لكن المطلوب الاستفادة من هذه الاختلافات وتجاوزها إلى ما يخدم الإسلام والمسلمين .
ومن أصدق من الله قيلا عندما قال جل من قائل :
{ ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربُك ولذلك خلقهم }
.
اللهم اشرح صدورنا ، ويسر أمورنا .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
اللهم وفقنا وولاة أمرنا لما تحب وترضى .
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
...
...
* ((المستشار بلجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكة المكرمة))