على مرمى حجر من منتزه الحسام بالباحة ، يقع الفندق العتيق ، الذي اقترب عمره من نصف قرن تقريبا .. وعلى ذات المرأى تقع شرقيه توأمته المتربعة على قمة الجبل المطل على الباحة وضواحيها وتهامة - المتزامنتين مع بعضهما في الإنشاء - في عهد الشيخ بن إبراهيم – يرحمه الله – أمير المنطقة آنذاك ...
لتكون أهم المعالم السياحية الفندقية التي تستقبل السائح ، ويجد بها السكن المريح المميز ، وتقام فيهما المناسبات الرسمية والأهلية ، وتنظم فيهما المؤتمرات والندوات .. ومع مرور الزمن ورغم كل التطورات في البناء والبنية التحتية ، التي حصلت في الباحة وضواحيها بالذات - لأنها موضع حديثنا - ظلت تحبو في التطوير وجودة التشغيل .
هذان المرفقان للأسف لم يحظيا بأي تطوير رغم الدخل السنوي المجزي الذي يعود على المستثمر والذي فاز باستثمارهما في عهد مضى .. وبقيت هاتان المنشأتان بنفس الوضع بين شلل شبه تام أو تشغيل روتيني ، مع إدخال بعض التحسينات الشكلية ، التي لا ترقى وتطور المنطقة ولا ترضي الزائرين من داخل المنطقة ومن خارجها .. سواء في المواسم كالصيف مثلا أو طوال السنة باعتبار أن لهما الحظوة كتصاميم فندقية في الشكل من الخارج والداخل .. بعيدا عن الكيفية التي تدار بها أو قصور ونقص بعض الخدمات
فهو أمر يخضع للنزلاء الذين يبدي بعضهم رأيه عندما يراجع مكتب التسجيل وقت الخروج حيث يبدي بعضهم استياءه علنا وهو يقارن بين الأسعار ، وما يقابلها من خدمات غير مرضية من وجهة نظره ونظر أسرته .. والذي على إثره ربما يقرر الخروج والسفر لجهة أخرى للحصول على كثرة الخيارات في النزل ، التي تلبي رغباته ورغبات أسرته وتوازي مصروفاته النقدية .
طبعا ممكن كلامي هذا قد يزعج البعض ولكن ثقوا بأننا نكتب للصالح العام ليس إلّا فالمسؤول لن يقبل أن يبقى هذا الفندق بهذه الصورة الحالية ولا توأمته( القباب ) شبه مغلقة ، وهي التي كانت صورة الغلاف للباحة في مجلاتها ونشراتها الاعلامية ، لجمال تصميمها في يوم ما قبل ثلاثين سنة حسب رأي كل من يعرفها
ومن هذا المنطلق كتبت هذا المقال وخصصته لهذا الفندق الذي يتربع على أجمل مكان والموتيلات التي أصبحت شبه مهجورة وربما معظمها وحداتها مغلقة التي تزيد عن مائة وحدة سكنية بنيت بشكل هندسي فريد .. واليوم أصبح وضعها لا يسر الناظرين والزائرين
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا هذه الحالة في هاتين المنشأتين السياحيتين الهامّتين واللتين تقعان في أفضل المواقع بين السراة وتهامة رغم التطور الذي حصل بين تاريخ انبهارنا بها عند الافتتاح وما نراه اليوم ؟ وما هو دور اللجان والجهات الرقابية ، التي تباشر اعمالها قبل الصيف بالذات وماذا أعدت وستعده من تقارير شفافة حولهما للمسؤولين لتحسين وضعهما ؟!؟
وهنا نتساءل لماذا يتم غض الطرف عن هذه المرافق السياحية الهامة التي أصبحت تنال من جماليات الباحة ومقوماتها والتي أرى ويرى غيري أنها تحتاج لأكثر من فندق لا يقل عن خمسة نجوم ولا يكتفى بحالة فنادقها الراهنة ، لأنه قد تكون الوحيدة إعلاميا في ذهن المواطن والقادم من دول الخليج الشقيقة السياح ، كلما جاءت نية السفر للباحة والبحث عن فندق للإقامة للاستمتاع بجو الباحة ومناظرها الخلابة ، ومعالمها المشهورة في السراة وتهامة والبادية .
لازال الموضوع يحتاج من وجهة نظري وقبل قرب الصيف يحتاج تشكيل لجنة من عدة جهات ذات علاقة بدءًا من الإدارة العامة للخدمات بالإمارة ، وأمانة المنطقة ، وفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، وغيرها ... لتقف بكل أمانة وصدق على هذين المرفقين والمرافق الشبيهة في خدماتها .
وتقديم تقرير خالٍ من إشارات الصح والخطأ ، ونماذج متابعة الشقق المفروشة المتبع كالعادة .. بالرغم من كثرتها فهي الأخرى بحاجة لمراجعات ومتابعات .. لأن بعضها تم إعادة تشكيله ليكون صالحا للتأجير شقق مفروشة .. كما يتم أحيانا هذا مع بعض المباني المستأجرة ليكون مدرسة .
نتمنى من هذه اللجنة دعوة المستثمر والاجتماع به شخصيا - لأنه من المساهمين في تشغيل المنشآت السياحية بجميع أنواعها على مستوى المملكة وبصورة متميزة - للوقوف على مدى استمرار استثماره بحسب العقد بينه وبين الجهة المسؤولة ومعرفة ما سيطرأ من تطوير حتى لو كان بهدم القديم ، واستبداله بجديد بمواصفات جديدة .
بدءا من الشارع العام وحتى مقر الفندق ، بإضافة أسواق ومواقف وخدمات متنوعة تتفق ورؤية المملكة 2030م .. أو الاعتذار والإعلان من جديد عن استثمارهما من جديد ، بشروط واضحة تحقق المطلوب بعيدا عن المجاملات وبعض التدخلات .
وأرى أن تكون الأولوية للمستثمر الحالي لقناعتنا بقدراته المالية والتشغيلية للفنادق وبالتالي فقد يقوم بتطويرهما وفق مواصفات جديدة أو انتقالهما لمستثمر جديد يحقق فيهما تطلعات سمو أمير المنطقة وكل زائر للباحة التي تشهد في الصيف بالذات دخول قرابة مليون مواطن وخليجي وعربي وأوروبي
فضلا عن طوال العام الذي يشهد برامج متنوعة لجهات وشركات كثيرة من داخل المملكة وبالإمكان تكون مكانا لعقد مؤتمرات من خارج المنطقة متى ما كان لها دعاية واقعية وكان للمنطقة شراكات مع الوزارات والجامعات وعقد المؤتمرات وورش العمل والاحتفالات .
.
نقطة نظام :
مع التحية لسعادة الدكتور علي السواط أمين المنطقة .. أتمنى تقوم بالمرور من شارع الباحة الرئيس وترى بعينك التشوه البصري في تشجير الجزيرة التي تفصل بين الاتجاهين .. وحتما ستعيد النظر في نوعية التشجير ليبقى طوال الوقت لا يتأثر بالأجواء المتقلبة .
..
كاتب صحفي
1 comment
غير معروف
02/09/2020 at 7:44 ص[3] Link to this comment
الباحه تحتاج الئ فنادق كثيره تخدم زوار منطقة الباحه وتكون من احسن الفنادق