مكة ليست للهتافات
قال تعالى (وإذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وأمنًا واتّخِذوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصَلّى وعَهِدنا إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ أن طَهّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ والعاكِفينَ والرّكّعِ السّجودِ)
تعدُّ مكة المكرمة من أطهر البقاع على وجه الأرض، ويقصدها المسلمون للحج والعمرة ومكة المكرمة بعث منها خاتم الأنبياء والمرسلين ، وهي قبلة المسلمين ، وديننا الأسلامي والضمير الإنساني يحضران أي عمل يتسبب بأذية الآخرين سواءً برفع الصوت أو أي عمل آخر من الشعارات السياسية داخل الأماكن المقدسة.
والحقيقة المؤسفة التي تداولها الناس مقاطع عن بعض المعتمرين الأتراك الذين قاموا برفع أصواتهم داخل المسجد الحرام بهتافات سياسية بقولهم بصوت مرتفع نفديك ياقدس فنقول لهم ليس هذا المكان مخصص للدعايات والشعارات السياسية فهذا مكان للعبادة ، فلا تشغلوا عباد الله عن عبادتهم. ونقول كذلك لمثل هؤلاء إذا أردتم الهتافات والتنديد والأستنكار فهذا حق من حقوقكم في بلدكم وليس في حرم الله الآ من .
وليكن أول ماتطالبون به إذا كُنتُم صادقين في هتافاتكم هو إغلاق سفارة أنقره في القدس ، فوجود سفارة هو أعتراف بإسرائيل .
هذه حقيقة والحقائق يصعب تجاهلها
وطالبوا كذلك بإيقاف الرحلات اليومية فتركيا تعتبر أكبر ناقل للمسافرين الإسرائيليين حول العالم، فهناك إتفاقية موقعة مع أكبر بنوك إسرائيل “Hapoalim” من أجل إصدار بطاقات خصم “IsraCard” رحلات الطيران على خطوطها من وإلى إسرائيل.
هذه حقيقة والحقائق يصعب تجاهلها ايها المتاجرون بالقضية هل تعلمون أن تركيا من أولى الدول التي اعترفت بإسرائيل، إذ اعترفت بها يوم 28 مارس/آذار 1949 بعد أقل من عام على تأسيسها يوم 14 مايو/أيار 1948. وبنت تركيا علاقاتها مع إسرائيل على أسس المصالح المشتركة.
هذه حقيقة والحقائق يصعب تجاهلها أيها المتاجرون بالقضية هل تعلمون أن تركيا وإسرائيل بينهما إتفاقية للتدريب في المجال الأمني عام 1994، وأخرى للتدريب في المجال العسكري عام 1996. كما وقعت اتفاقيات للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وأخرى للتجارة الحرة. وفي عام 1998، أجرت قوات من البحرية التركية والإسرائيلية والأميركية مناورات مشتركة في البحر المتوسط.
هذه حقيقة والحقائق يصعب تجاهلها ايها المتاجرون بالقضية هل تعلمون
عن حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا والذى يتخطى الـ 4 مليار دولار، فتركيا تستورد من إسرائيل بقيمة 1410 مليون دولار، وتصدر لها بقيمة 2856 مليون دولار.
هذه حقيقة والحقائق يصعب تجاهلها.
شبعنا والله من أولئك المتاجرين بقضية فلسطين ، لأغراض سياسية ونقول لهم مكه المكرمة للعبادة وليست للشعارات السياسية فلما التشويش على عباد الله الآمنين في الحرم.
ودمتم بخير
02/15/2020 8:11 م
أحمد الغباش
This post has no tag
0
7814
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/319978.html