السعوديون مدهشون ....
وجمالهم يظهر أكثر في الأزمات ، عندما تتوحد سواعدهم ، وتتحد همهم .. ليكونوا صوتًا واحدًا ، وفعلًا واحدًا .
.
كورونا لم يكن في الواقع مزجة ثقيلة .. بل كان أزمة ، وأزمة كبيرة .
لكنه واجه شجاعة السعوديين بالوقوف أمامه بصلابة وجدية .
.
والسعوديون يحبون وطنهم .. بل ويعشقونه بشكل مذهل .. وتجلى هذا الحب - كما ترى عيوننا - هذه الأيام .. وأثبتت أزمة كورونا هذا الحب مجددًا .
.
ولذلك فقد كانوا خير معين للدولة وهي ترسم .. ثم تسن عدة تشريعات لـ "إدارة أزمة كورنا"
أخر ما رأيت - كمثال - رسالة - قبل قليل - بعث بها مواطن يعتذر من معازيمه لتأجيل حفل زواج ابنه الليلة ، انسجاما مع التوجيه الرسمي بتعليق حفلات الأعراس .
وقبل قليل - أيضا - التزام خطيب وإمام جامع مسجد حيّنا ، بتقليل زمن الخطبة والصلاة إلى أقل وقت ممكن .
.
الروعة تتجلى في كوننا مجتمع حضاري بالفطرة ، ومتحضر بالتجربة .
حتى الشائعات لم تعد كثيرة .. بدأ الناس يعون مخاطرها و تفاهتها .. فلا هم يخترعونها ، ولا ينقلونها ، ولا يصدقونها .
كمية "الوعي التراكمي" في مجتمعنا ، كانت لوحدها أهم أسباب مواجهة الشائعات ، في بلد آمن أهله بأن النجاة من تبعات الشائعات لا تكون الا بلفظها ، والسخرية من صانعيها ومروجيها .
ولم تعد هناك حاجة كبيرة لتطبيق العقوبات على المخالفين ، بعد أن فهم الناس أن ذلك مما يضر بمصلحة الوطن ، فصار لفظ الشائعات إرادة ذاتية .
.
وهكذا ظل الهم الوطني هو الهاجس الأول ، والهدف الكبير الذي لا يتقدمه أي هدف .
استقبل الناس سلسلة الإجراءات الاحترازية التي تم تفعيلها مؤخرًا أمام غزو كورونا للعالم - ونحن من العالم - ... استقبلوها برحابة صدر وبمنتهى الرضا والتماهي .. بل وبحماس كبير لتفعيلها بكل دقة .. وانضووا في مسار واحد لا ينفر منه نافر ، كـ "فريق عمل واحد" .
.
أما الدولة فقد أثبتت شجاعتها في مواجهة كورونا .. وبدأت منذ أولى طلائع تمدده في العالم تعمل باقتدار وخبرة وبشكل مؤسسي ، فيما يعرف عالميًا بـ "فن إدارة الأزمات" .
.
وهذا ليس بجديد على المسؤولين النابهين في بلادنا .. ولا على مواطنيها الواعين ... فنحن الخبراء أصلا بمثل هذه المواقف .. وما تجربة إدارة حشود ملايين الحجاج سنويًا منا ببعيد .. عندما كنا ولازلنا قادرين على إدارة حشود الملايين ، في أضيق مكان بالعام وأقصر وقت .. وكنا ننجح في كل مرة وبدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى .
.
مثل هذا الإحساس بالمسؤولية يجعلنا أكثر فخرًا بمواطنينا ، وأكثر زهوًا .. وهم الذين ادركوا - منذ زمن - أننا في "مركب واحد" .. ولابد أن تلتف قلوبنا قبل سواعدنا معًا وسويًا .. لنصل بهذا المركب إلى شاطئ الآمان - في كل وقت وحين - وخصوصا في الأزمات .
.
قبلة تقدير ومحبة .. على رأس كل سعودي وسعودية .