تفشى في كافة أنحاء العالم وأثار الذعر والخوف في كل الأقطار حتى بلغ مرحلة حرجة للغاية مما أدى إلى إعلان منظمة الصحة العالمية لتصنيف فيروس كرونا covid-19 كوباء عالمي ينبغي على دول العالم احتوائه والعمل على الحد من انتشاره
هذا الفيروس الذي لايستطيع أحد رؤيته بالعين المجردة - والذي يبلغ ثقله مابين 400 إلى500 نانومتر - اعجز العالم عن اكتشاف اللقاح المناسب للقضاء عليه..!
جل ما توصلوا إليه هي مجموعة من النصائح الاحترازية والتي لاتزيد عن معلومات عبرنشرات صحية عبر القنوات والوسائل الرسمية لكل بلد ، واخرى اجتهادية على ذمةرسائل الواتساب وتنحصر في :
كيف يمكن أن تسبِّب العدوى بالفيروس أمراضاً وخيمة تؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات..!؟
وكيف يصاب البشر بعدوى فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة التنفسيّة نتيجة مخالطة الغير بشكل مباشر أو غير مباشر...!؟؟
وعلى الرغم من أنه ثبتت قدرة الفيروس على الانتقال بين البشر عن طريق الملامسة لماحول الإنسان في حياته اليومية أو المخالطة للمصابين ..!
وعلى الرغم من التحذيرات التي تصل للمجتمع بين الحين والأخر عن عدم الأختلاط ، والتوكيد على ملازمة المنزل في هذه الفترة على أقل تقدير حتى يستطيع العاملون الحدمن انتشار هذا الوباء العُضال..!
وعلى الرغم أنه لوحظ وبشكل ملموس حتى الآن أن انتقال العدوى بين البشر هو منالأسباب التي تجعل الفيروس يتفشى ويطور نفسه ، وعلى الرغم من التحذيرات والتنبيهات التي تطلقها وزارة الصحة في المملكة والعمل جاهدة على احتواء أي حالة مشتبه وعزلها...
بل تطور الأمر بمنع السفر وإيقاف المدارس والحد من أقامة الحفلات ومنع الجمهورالرياضي من دخول الملاعب والكثير من الجهود والاحتياطات التي كلها تسير في مصلحة المجتمع للوقاية من هذا الوباء العالمي ؛ إلاّ أننا نشاهد الأسواق مكتظة بكل أفراد الأسرة والواجهة البحرية والحدائق والمنتزهات مكتظة أيضاً ..!
وعلى الرغم أن منظمة الصحة العالمية تعلن بين الحين والأخر عن حالات إضافية من الإصابة بعدوى الفيروس في دول مختلفة، وتحذر بشكل متواصل من تصدير الحالات إلى بلدان أخرى بواسطة أفراد قد يُصابون بالعدوى على إثر تعرّضهم للإصابة المباشرة ، أو مخالطتهم للبشر (في المطارات أو حتى في مرافق الرعاية الصحية مثلاً).
وعلى الرغم أن منظمة الصحة العالمية ترصد وبدقة الوضع الوبائي، كما تُجري تقييماً للمخاطر استناداً إلى آخر المعلومات المتاحة...
إلاّ أن هناك مقاطع فديو تناقلها الجميع وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعية من كورنيش القطيف بالمنطقة الشرقية وظهر بها مجموعة من الشباب المستهترين بأرواحهم ، وأرواح من حولهم بل وصوفوا ذلك التجمع المخالف لقوانين المملكة بأنها (فعاليات كورونا ) غير مبالين بإدارة الأزمات في مثل هذه المواقف..
ومقطع أخر يوثق فيه أحدهم طريقة خروجه من القطيف عبر الطرق الصحرواية ، أوالترابية في مخالفة صريحة لقوانين البلاد والتي نصت بعدم الخروج أو الدخول للقطيف..!
مثل هذه الفئة المستهتره لا يفهمون .. ولا يعقلون .. ولا يعون مدى الخطر الذي قد يندرج تحت تصرفاتهم العشوائية ، ولا يعرفون إلا قانون وشريعة الغاب المعتمدة على الفوضى ..!!
اقول لهذه الفئة المستهترة ومن هم في مستواهم الفكري من اللامبالاة ، هذه الفترة فرصة للمكوث بالبيت مع أبائكم ، وامهاتكم واخوانكم، واخواتكم ، وابناءكم ، وبناتكم ، فربما كان هذا الفيروس فرصة لتصحيح مسار خاطيء ، في سير أمور الأسرة على وجه خاص وسيرأمور الحياة بوجه عام ، ربما جاء هذا البلاء والوباء - فيروس كورونا - لتوطيد العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة ، بل لتتسع الدائرة لتوطيد التعاون بين أفراد المجتمع فالشرَّ والبلاء الذي يقدِّره الله - تعالى - يكون في طياته خير حتى لو لم يظهر ذلك لنا..!!
فمن أجمل ما قال العارفون بالله :
بلاءٌ يجعلك تلحُّ على اللهِ بالدُّعاء هو عطاءٌ وإن أوجعَك ..!
قال أحد الصالحين :
"إن طال عليك البلاء مع إستمرارك بالدعاء فاعلم أن الله لا يريد إجابة دعوتك فقط ، بل يريدأن يعطيك فوقها عطايا ورحمة منه ..!
ومما يحضرني أن للمتنبي بيت شعر صار مثلًا ؛ فيه شيء مِن هذا المعنى، قال:
لعـل عـتـبـك محمود عـواقـبه فربما صحت الأجسام بالعلل!
فعلينا استشعار المسؤولية تجاه الأسرة داخل البيت الواحد ، وتجاه المجتمع الواحد ، وفي دائرة المجتمعات من حولنا ، والحد من الخروج ، والاختلاط بالغير؛ إلاّ للضرورة القصوى ، والأمور الطارئة ..!!
وربما هنا سا ستحضر قول الشاعر محمد بن ثايب الشهراني في قوله بالشعر الشعبي - شعر العرضة- كعبارة اختم فيها ما بدأت به :
( أقعد عندي وكل برتكان ) ..!!!