من عنوان المقال يتضح أن هذه العبارة راجت لأكثر من مرة بين مغردين سعوديين وأنا من ضمنهم طبعًا، وأصبحت عبارة تستخدم للسخرية من بعض الأشخاص الحمقى الذين يتصدرون المشهد ويحركون بوصلة المجتمع بعبارات ركيكة وتصرفات سخيفة وتوجهات غير مسؤولة ، مع أن لهم من المتابعين أعداد قد تصل إلى الملايين . ظننا في بداية الأمر أنهم سيستغلون هذه النقطة بشكل إيجابي للتأثير على متابعيهم والمقتدين بهم , وكنا نظن أيضا ً أنه سيكون لهم حضور ملفت في الأزمات التي يمر بها الوطن أوالمواطن في أي مناسبة تستدعي حضورهم ليكونوا وسيلة للتقيف أو التأثير الإيجابي ، إلا أننا ذُهلنا بغيابهم وتلاشيهم في كل مرة ولم نسمع منهم كلمة ولاسواها فيما يخدم الوطن والمواطن ، بل أن الأدهى والأمرّ قد تهاوت أسماء رنانة ، وسقطت في الوحل بعد أن تجاوزت الخطوط الحمراء من غير إدراك ولامسؤولية ، لإنها لم تبن منهجها على أساس قويم ومحتوى مقنع ، وصدق من قال ( كنت أظن وكنت اظن وخاب ظني . ) ومن هنا سأحاول بقدر ما أستطيع أن الخص عن ( مشاهير الفلس ) في مقالي هذا ..
فخلال السنوات القليلة الماضية وحتى يومنا هذا أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي تعج بمن هبّ ودب ّ من المستخدمين لها ، ولكن السواد الأعظم كان لمن يطلق عليهم ( مشاهير ) كونهم يتصدرون المشهد كما ذكرت ، وأيضاً كانت الغلبة في فئة المشاهير لبعض ( السُذّج ) الذين استعرضوا على الشاشة بأفكارهم المنحطة وأهدافهم السلبية ,, فرأينا من يقدم لزوجته الشاي ويعده من ماء ( المرحاض ) اعزكم الله ، وآخر يبث على الهواء مع فتيات قاصرات وآخرون يتشدقون بالعبارات الخادشة للحياء ويتصرفون برعونة وفوضوية بلا محتوى مفيد، أو جاذب للمتابعين بل أن مايقدمونه أحياناً لايتوافق مع مبادئ الدين والعادات والتقاليد وأقل مايقال عن مايقدمونه أنه ( سامج ومنحط ) وغيرهم يصور نفسه ورفاقه وهم يتباهون بمخالفة نظام حظر التجول الذي أصدرته الدولة حفظها الله ، إلا أن هذه لم تكن البداية ,, فقد كانت أولى محطاتهم الترويج عن كل ما يدور في منازلهم وخصوصياتهم من مأكل ٍ ومشرب وملبس وسيارات وغيرها ، وأحياناً فقط الظهور لمجرد الظهور ليس أكثر ، ولم يتوقفوا عند هذا الحد وحسب ، بل أصبحوا يروجون للسلع والمنتجات الصالحة والطالحة دون مراعاة لأفراد المجتمع وإمكاناته المادية، وكان همهم الأول جمع المال بأي طريقه كانت ، فكم من متابع لهم إنجر وراء ترويجهم لهذه المنتجات ودفع الثمن غالياً ، وخصوصاً في جانب أدوات التجميل والصحة والبشرة ..
هذه الأفعال والتصرفات لم تكن مايقلقنا أو يستثير إنفعالنا .. فقد كانت الطامة الكبرى عندما إكتشفنا أن بعضاً منهم مقيم في المملكة ومهنته لاتمت بأي صلة لامن قريب ولا بعيد لما يبثونه عبر حساباتهم في مواقع التواصل الإجتماعي ، ناهيك عن من يضرب في السياسة من تحت الحزام ومن يلمز ويهمز لولاة الأمر وسياسة الدولة ومن يستهزء بدور رجال الأمن أو بعض الوزارات والمسؤولين أو الشعب السعودي ويتحدث وهو يخفي جنسيته ويدعي أنه سعودي .
بلا شك أن هذا الأمر لايرضينا ولانقبله بل نعارضه وبشدة ونوجه اللوم والعتب الشديد لمن صنع هؤلاء الحمقى ، الذين وصل بهم الحال الى تمثيلنا خارجيا في بعض المنتديات والبرامج ، والتي من خلالها اعطوا عنا صورة لاتليق بنا كمجتمع سعودي واع ومحافظ ومثقف من خلال نشر محتويات غير مجدية ، وغير بناءه ولا هادفة ، ولا يسلم من عتابنا بعض البرامج التلفزيونية والقنوات الفضائية التي ساهمت بشكل كبير في الترويج لهم من خلال إستضافتهم عبرها ، وكأن لسان حالها يقول لهم احسنتم صنعا ً نحن ندعم توجهكم وبقوة .
إن الواقع عقلا ً ومنطقاً يقول أن المجتمع له منظومة من القيم والآداب والمباديء يجب مراعاتها , ولدينا الكثير من الطموحات الوطنية التي تحتاج عقول نيرة لايشوبها شائبة تؤثر على الأجيال القادمة بكل ماهو مفيد وبناء وله آثار إيجابية ملموسة على الوضع الإجتماعي والإقتصادي والتعليمي .
وإني أرى أنه لابد من توعية المجتمع بالمقام الأول عن هذه الفئة وخطورة ثقافتها ومحتواها ، ومن ثم فرض الرقابة الأمنية من قبل الجهات المختصة على كل مايبثونه من سموم تفتك بالمجتمع ومستقبله ، والأهم أن نتعاون مع القرارات التي اُصدرت بشأن منع (مشاهير الفلس ) من ممارساتهم بدون تصاريح رسمية من الجهات ذات العلاقة ، ولابد أن نؤمن بأنه قد آن الأوان لوضع حد لهولاء المهرجين وقطع دابرهم ونهدي لهم بيتين من الشعر :
يامشاهير الفلس لاتزعجونا ...... الظروف القاسية جابت خفاكم
كل خلق الله تحارب في كورونا ...... واثركم فيروس مثله في بلاكم
.
ختاما ً . وطني الحبيب روحي وماملكت يداي فده
.
.