يعاني العالم أجمع من تبعات جائحة كورونا في شتى مناحي الحياة, وبناء على هذه التداعيات فإن الحالة النفسية ستتأثر حتما كونها أهم مكونات الشخصية العامة واللاعب المحوري في توجيه سلوك الشخص وضبط انفعلاته بشكل سوي.
وهي في أبسط حالاتها : (حالة عقلية انفعالية سلوكية إيجابية دائمة نسبيا تبدو في أعلى مستوى من التكيف النفسي والاجتماعي والبيولوجي يتوافق فيها الفرد مع محيطه الداخلي "ذاته" ومع محيطه الخارجي "الاجتماعي والفيزيقي الطبيعي".
وهي كحالة شعورية عالية فإنها تخضع للمؤثرات الخارجية التي تخلق انطباعات عن الأزمة الراهنة ببث إيحاءات سواء كانت سلبية أو إيجابية حسب معيار تلقي المعلومة ومصدرها.
وأهم تلك المصادر هي المنابر الإعلامية التي تتسابق في نقل كل ماهو جديد عن هذا الوباء حديث العصر. وفي ظل تعدد مصادر المعلومات فحتما سيكون هناك تفاوت في مستوى المصداقية إذا ما علمنا أن هناك وسائل إعلام مغرضة تعمل على نشر الهلع والخوف في المجتمع بغية خلخلة بناءه النسقي وإيجاد أدوات ضغط على أجهزة الدولة ذات الاختصاص نتيجة التعامل مع المجهول لبناء ذهنية سلبية عن الوضع العام لنشر الوهن النفسي فيكون تقبل الإصابة والإحساس بأعراضها وهما يضاف إلى حقيقة المرض ويكون علاجه أصعب من علاج المرض نفسه. علما أن الوعي المجتمعي لدينا يتأرجح ما بين متهاون غير مقدر حجم هذا الوباء وما بين آخرين هيأوا أنفسهم بذهنيات مسبقة نتيجة تجارب سلبية سابقة مصادرها معادية مكذوبة أرتقت إلى مستوى الوثوقية المطلقة ليكونوا مرضى ومصدر لنقل تلك الشائعات الكاذبة.
هذه الحالة النفسية تحتاج صيانة لكي تكون في الوضع السليم الذي يمكنها من التعامل الأمثل مع هذه الجائحة وتجاوزها بل السعي في المساهمة في حلها بإيجاد أنجع الحلول الكفيلة بالقضاء عليها، ولا يتأتى ذلك إلا بحالة نفسية مستقرة تنطلق من الثقة المطمنئة ووصولا لهذا المستوى يجب اتباع الآتي:
1- الإيمان المطلق في رحمة الله التي وسعت كل شيء وأن كل ما يجري هو لحكمة يعلمها. والرضا الكامل بما يكون وهذا يبعث على الشعور بالراحة والطمأنينة.
2- التقيد التام بالتشريعات الرسمية المختلفة الصادرة من الجهات المعنية والكفيلة بالحد من انتشار هذا الوباء وفهم معنى شعار (كلنا مسؤول) فهما عميقا وصحيحا.
3- استقاء المعلومة من مصادرها الصحيحة وقنواتها الرسمية كقناة الإخبارية السعودية ووزارة الصحة سواء عبر موقعها الرسمي أو من خلال متابعة تصريح متحدثها الرسمي الدكتور محمد العبد العالي.
4- القرب من الأسرة وتوطيد العلاقات العائلية بحميمية بالغة لخلق جو أسري مفعم بالمحبة والدفء.
5- وضع برنامج رياضي منزلي آمن وقق اشتراطات الصحة البدنية العمرية ومراعاة ملائمة المكان ونوع الرياضة للشخص.
6- ممارسة الهوايات المحببة كالرسم والتأليف وقراءة الكتب وإنجاز الأعمال المؤجلة.
7- اتباع نمط حياة صحية غذائية للرفع قدرة جهاز المناعة على مقاومة العدوى.
8- طلب الاستشارة من المختصين في المجال النفسي إذا استمر الشعور بالقلق والخوف لا سمح الله.
ويجب أن لا ننسى أن البشر مخلوقات اجتماعية تنشد الشعور بالانتماء والأمان النفسي وكلما كانت أواصر التواصل قوية كلما كانت وتيرة الخوف خفيفة أو شبه معدومة. وهذا الشعور عززه ظهور خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في بداية الأزمة بكلمته الضافية مطمئنا الشعب وشفافا معهم بقوله: (سنواجه المصاعب بإيماننا بالله وتوكلننا عليه، وعملنا بالأسباب، وبذلنا الغالي والنفيس للمحافظة على صحة الإنسان وسلامته).
ونشكر أرامكو السعودية على بذل جهودها المستمرة سواء التوعوية عن طريق رسائل الجوال والبريد الإلكتروني والنشرات المختلفة أو المساعدات المالية مساهمة في مواجهة هذه الأزمة تفعيلا لدورها المجتمعي حيال موظفيها وأبناء شعبها الكريم.
لنتذكر الرقم 937 عند إحساسنا بأي عارض صحي من أعراض الكحة أو ضيق التنفس أو ارتفاع الحرارة للتأكد من الوضع الصحي العارض تحقيقا للطمأنينة النفسية.
مع أصدق الدعوات للجميع بالصحة والعافية وللمصابين بالشفاء العاجل وأن يرفع عن الأمة هذه الغمة.
عاجل
ابراهيم التوماني

الصحة النفسية في زمن كوفيد 19
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/325479.html