على طريقة من (كل بحر قطرة) ستكون سطورنا في هذه المقال ...
والحقيقة أن .. من كل بحر قطرة .. لمن يتذكر .. أو لمن لا يعرف ...
هو برنامج تليفزيوني كان يذاع على التلفزيون السعودي، قبل نحو أربعة عقود من الزمن .... (الشيبان منا - يتذكرون)
وكان يعد البرنامج ويقدمه المذيع سامي عوده ...
.
هذا المقال .. أحسبه من نوع السهل الممتنع .. هو نقاط سريعة خفيفة .. تناسب أجواء رمضان.
وقد شهدت حروفه ولادة متعسرة، ولعلها وُلدت قيصريا !! .....
وهذا ليس بجديد فثمة من يكتب - ويكتب .. ثم فجأة يتوقف لبعض الوقت . كأنما هي "استراحة محارب" . أو لعلها فترة ليعود إليه شيء من الصفاء الذهني والنفسي . باعتبار أن الكتابة ليست عملية ميكانيكية، ولكنها - فيما أحسب - جهد ذهني، يحتاج بالضرورة للمناخ المناسب.
.
عندما نقرأ سورة الكهف .. ونقف أمام (يشوي الوجوه).
في قول الحق تبارك وتعالى (وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)
نرى صورة بانوراميه مذهلة تقشعر لها الأبدان، إنها واحدة من صور عذاب جهنم - أعاذنا الله وإياكم منها - .. فأهل النار يطلبون الاستغاثة بالماء .... فتكون النجدة والاستجابة لهم، لكن بـ ماء غليظ أسود هو (المهل) .. وعندما يقربه أحدهم من فيه يشوي وجهه.
.
لو أن أحدنا - أنت أو أنا - لقي هذا السؤال ....
أيهما أقوى وأكثر تأثيرًا ... شخصيتك أنت كزوج .... أم شخصية زوجتك؟
ما جوابك .... ؟
أتوقع أن معظم الرود .. ستبدأ بكلمة ... (أفااا) .. بالله عليك هذا سؤال ؟ .
وبذلك يكون الجواب قد تم معرفته مبكرًا....
وعليه .. فلا داعي للاسترسال في هذا الموضوع ... خصوصا لمن كانت (سي السيد) مشتعلة في أعماقه - طيلة الوقت.
وبالمناسبة فـ (سي السيد) من اختراع الأديب نجيب محفوظ، شخصية خيالية أوردها في بعض قصصه ورواياته، لتعبر عن صرامة وقسوة وتسلط رجل مع أسرته ... الخ
.
قد يشتد عليك البلاء، لكي تصل في دعائك إلى منزلة "المضطر" .. فتدعو الله - فيستجيب لك .....
ولأن منتهى الحكمة وكامل الخيرة، فيما يختاره الله لك ولي ... فإن هذه الحالة مما يكون فيها الخير. ونحن لا ندري ....
يقول ربنا تعالى : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ).
(منقول بتصرف)
.
قال لي أحد الأصدقاء ...
أمس . في نهاية الليل .. مسحت من عدة قروبات حوالي 1000 رسالة دفعة واحدة .. والسبب أن مستوى الضخ في "واتساب" صار مرتفعًا جدًا هذه الأيام . مع سهر الليل في رمضان من ناحية . ومع الحجر المنزلي من الناحية الأخرى . ولذلك علينا أن نتوقع المزيد من الضخ.
ومعه فقد أصبح جزءًا ليس قليلًا من وقتنا مخصص - لـ المسح ..
امسح .. امسح ؟ .. فـ نصف الممسوح لا قيمة له، والنصف الاخر مكرر ..
والقليل الذي فيه فائدة – قد لا يتجاوز الـ 5 % .
.
بعد انتهاء أزمة "كورونا" أتمنى مراجعة حالة (سكن العمالة) عندنا ...
ذات مرة، وفي قمة حرارة الصيف . وأنا عند الإشارة المرورية . قفزت لحوالي دقيقة . إلى باص كان ملاصقًا لي . يحمل عشرات العمال . مفتوح الأبواب والنوافذ .. وإذ به بلا مكيف . مشحون بالحرارة والرطوبة وأنفاس وعرق الناس المتلاصقين فيه . حالة لا تطاق.
ثم عرفت لاحقا أن كل 8 يسكنون في غرفة واحدة . وأن راتب أحدهم قد لا يتجاوز الـ 400 ريال
عندها تأكدت كيف أن هناك من يثري على حساب البسطاء، من أمثال أولئك .. عندما يستغل فقرهم ليتسلق سلالم الثراء، فوق أكتافهم وعبر عرق جباههم.
لذا ..... يجب (تصحيح) كل الأمور، ومن ذلك أن يكون لكل عامل أو اثنين حجرة مكيفة، وباص مكيف ينقلهم، وكشف صحي الزامي (شفاف) كل 3 اشهر.
.
يتسارع ركض الأيام ....
كما لو كانت في سباق ألعاب قوى على مضمار أولمبي .
ها هي أيام رمضان ولياليه تمضي كلمعة برق . تتساقط أوراق روزنامة التقويم ورقة وراء أخرى. ولا نملك إلا أن نقف أمامها مذهولين. فما إن بدأ شهرنا المبارك، حتى أوشك يرفع يديه في (تلويحة وداع) مؤثرة.
شكرًا رمضان ... فقد أعدت لنا حزمة من الصفاء الروحي الذي كانت تحتاجه أفئدتنا ..
وهنيئًا – هنيئًا لمن كانت تجارته فيه رابحة.