العيد هو الفرحة وهو الانطلاقة إلى آفاق رحبة من الفرح والمرح وصفاء النفس التي تتسامى على جراحها في هذه الفترة التي تطغى فيها مشاعر الإنس والبهجة.
بل أبعد من ذلك فإن الكثير من الناس تربط جلب فرحها المسروق إما بفقد أو انكسار ذات مكلومة إلى العيد كساعة صفر لإعادة برمجتها المحطمة كنقطة إنطلاق جديدة لحياة تتوكأ على عصا النسيان لتلك الجراحات وما ذاك إلا لأن العيد لقاح تصالح الذات مع ذاتها المسافرة في عالم الذكريات المؤلمة لتعود كما كانت ولو مجازا.
إذن العيد هو حاصل ضرب تلك التراكمات الأليمة في هذه البهجة الجميلة مقسوما على جهد الذات المضني لتجاوز مآسي الزمن لتكون النتيجة النهائية تجاوزا أكيدا لتلك الحالة المتكئة على آلام القلب المتعب بلا باقي.
هذا القاسم المشترك هو أكسير حياة القلوب المهاجرة في كل عام ولكنه في هذا العام جريحا يأن من وطأة جور الزمان عليه فكيف لعاجز عن مداوة نفسه أن يشفي جراح الآخرين.
نعم إنه عيدنا هذا أو كما أسماه عنوان المقال (السجين عيد) سجين لم يقبل أي وساطة ولَم يطلب استرحام عفو خشية وزر الشفاعة كونه سجين استثنائي من فئة كبار الشخصيات إنه سجين كل الفضاءات لذلك لم يجد سجن يوازي فخامته ولم يستطع حيزا أن يحتوي سمو ذاته واعتذرت كل مجالس الضيافة عن استضافته وجلا منه وخوفا من تقصيرها في كرم ضيافته.
فآثر بكبرياءه المعهود أن يكون سجين الفضاء الحر كغيمة ظللت كل من استظل بها طوعا أو كرها فكان سجنه المعنوي سجنا حسيا لكل من انضوى تحت لواءه ومنها تلك التهاني التي أتت هذا العيد حزينة مكتئبة تضامنا مع سجنه القسري، فكانت معايدته بطاقة عبر الأثير في فضاءات سجنه عنوانها كل عام وسجيننا طليقا حرا حرية تلغي مفردة ودنا بلقياكم ولكن صحتكم أغلى من مصافح يمناكم.
ورددت الحناجر بصوت مبحوح بأي عيد عدت ياعيد.
عيدنا الحزين المسجون كل عام وانت حرا طليقا تصافح أمانينا كما كنت وكنا.
عاجل
ابراهيم التوماني

السجين عيد !!
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/326669.html