باعث هذا المقال خبر نشر مؤخرًا، عن قيام النيابة العامة بالقبض ومن ثم بدء محاكمة شخص أساء لإحدى قبائل المنطقة الجنوبية، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.
.
ثم ما تبع ذلك من تأكيد من مقام إمارة عسير، من أن أمير المنطقة الأمير «تركي بن طلال»، يتابع بشكل شخصي جميع الإجراءات المتخذة بشأن ما قام به بعض المغردين من المساس ببعض قبائل الجنوب، محذرة أيًّا من كان من التعرض لأهالي المنطقة، أو تاريخهم.
.
والواقع أن الإساءة للناس أمر مرفوض وممجوج .. ولا يقبله أحدٌ - كائنًا من كان - سواء في بلادنا أو في أي مكان في العالم.
.
ذلك لأن الانتقاص من الناس، تظل مثلمة حقيرة ومنقصة معيبة .. تخدش المروءة وتطعن الشيم .. وهي دليل على سوء الطوية وخبث النفس .. وهذه من المشتركات التي يتفق عليها كل الناس - في القديم والحديث - فوق كل أرض وتحت كل سماء من عالمنا.
.
إن أبسط مفاهيم المروءة أن تكون - أنت وأنا - ممن يحترم أدمية الأخر وتاريخه، ما لم يكن ذلك الأخر يناصب دينك العداء والاستخفاف، ويتجاوز على وطنك بالمحاربة والغمز واللمز.
ما عدا ذلك تظل "الإنسانية" بقيمها ومعانيها قواسم مشتركة بين كل البشر ... أنت تحترمني وأنا أحترمك.
.
ذلك في العموم ... أما ونحن جميعًا تحت مظلة وطن واحد موحد .. نجتمع تحت ظلال راية واحدة .. ونتقاسم لقمة العيش فوق تراب واحد .. ونتساوى في "هوية" واحدة .. ولنا أهداف عليا جميلة متسقة .
ثم يأتي ناعق أغبر المحيا، ليحاول تعكير هذا المناخ البهي .. فإنه ومن دون شك ممن خالف الجماعة بما في ذلك تعاليم الدين السمحة واللحمة الوطنية، وممن سعى لإثارة الغبار، ومحاولة الحاق الدنس بنسيجنا الاجتماعي.
.
مثل هذا .. لابد من الضرب بيد من حديد عليه وعلى أمثاله، وتقديمه للمحكمة العادلة .. حتى يرعوي ويعاقب .. ويتم زجره بما يتفق مع مواد "النظام" جزاء ما اقترفه من أثم .. وردعًا لغيره من سلوك ذلك المسلك القذر.
.
وليعلم كل متجاوز على القبائل والمواطنين والناس - داخل هذا الوطن البهي - أننا كمجتمع محترم مترابط متأخ .. أننا نرفض - وبشدة - إي إساءة، وأي انتقاص، وأي تجاور بالسخرية لإخواننا المواطنين .. ولن يفلت من العقوبة كل من يمارس هذا السلوك المشين.
.
لقد رضعنا من أثداء أمهاتنا - ومنذ صغرنا - حب الوطن، وحب القيادة ورموزنا، وحب كل مكونات بلادنا - أهلنا جميعًا - من شمال بلادنا إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها - وتحول ذلك الحب إلى جِبلّة راسخة، وثقافة متجذرة .. لا يمكن لمعتوه قول، ولا لصفيق كلام، أو مختل تصرف، أن يؤثر على قوتها ومتانتها.
.
وسيظل أولئك المسيؤون الصفقاء لمكونات مجتمعنا المبارك، سيظلون شريحة منبوذة أمام الناس، ينهال عليهم السخط والكراهية، وتنثال فوق رؤوسهم مطارق العدالة وحكم القضاء.