حين تنقلب الفطرة ستجد أشباه الرجال يحدثونك عن الرجولة، وحين تنتكس القيم ستجد السارق يحدثك عن الأمانة، وحين تختل الموازين والسنن الشرعية يكثر الظلم و تقلب الحقيقة وتكثر الشبهات فتجد اكثر الناس ظالمون ويظنون انهم على حق واكثر الناس فاسقون ويظنون انهم انزه الخلق واكثر الناس مخطئون ويظنون انهم على الصواب.
يقول عمر بن الخطاب : لماسكت أهل الحق على الحق توهم أهل الباطل انهم على حق.
ويقول الشاعر :
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيـا
تجاهـلـت حـتـى قـيـل أنــي جـاهـل
فوا عجبي كم يدعي الفضل ناقـص
ووا أسفي كم يظهر النقص فاضل.
هذا هو زماننا اليوم كفانا الله شره.
أصبح الخائن امينا و الخادم اميرا و الوضيع شريفا والشريف وضيعا والصادق كاذبا والكاذب صادقا.
لكن في خضم هذه المعركة الشعواء التزم دينك واحفظ قيمك ولو كلفك ان تعتصم برأس جبل لكان خير لك.
فإن في العزلة سلوة، و أصدق العبادة في الخلوة ، وانجح الناس من يحول مسار الأحداث لصالحه و يتجاوز الخصومة ويقبل المصالحة.
انت لن تغير نواميس الكون ولن تخترق ذاكرة احد لتغير مفاهيمه.
انت فقط أصلح نفسك واتق الله حيثما كنت و لا تري الناس منك إلا خيرا فإن الأفعال أصدق وابلغ من الأقوال.
إذا دعيت فاجب واذا تحدثت فتحدث بأدب و خالق الناس بخلق حسن. لا تسمح لقلبك ان تتعلق به أحقاد الماضي تناس الإساءة وترفع عن الدناءة واصنع لنفسك سلم المجد الريادي وابذل لقومك و ابسط لهم الأيادي.
كن رجل مواقف بالأفعال لا بالاقوال.
اما كثيروا الكلام فما أكثرهم غثاء كغثاء السيل يقولون ما لا يفعلون ويهذون بما لايعرفون.
واعلم انك في دهر منقلب وبحر مضطرب كثيرة عجائبه و داهمة مصائبه. فاسلك طريق النجاة وتجنب طريق الفساق و البغاة واصحب الاخيار من الصالحين و قرب إليك العباد والزهاد وجالس العلماء والأدباء تظفر بحياة الأبرار وتسعد مع الاخيار ويتكشف لك الكون بالأسرار.
حين يحين الموقف والمكان والزمان . يحين لك ان ترد على خزعبلات السفهاء وتعري أفكار الجهلاء وترد كيد الحمقى و الجبناء. وتكشف الحقيقة وتبين الطريقة. ليعرفوا حقيقتك النقية وسيرتك الابية التي ضلت عن جهالتهم عصية و التزمت الصمت هيبة وتقيّة.
حين يحين الأوان لكل حادث حديث يناسب الزمان والمكان.