رحم الله المذيع التلفزيوني، سامي عودة، صاحب برنامج (من كل بحر .. قطرة) في التلفزيون السعودي قبل سنوات بعيدة.
(أظن معظم من لحق عليه، صار الآن يسأل عن أنواع وأسعار العكازات).
ذلكم كان برنامجًا أسبوعيًا منوّعًا وشيقًا، كان يطوف بمشاهديه العالم كله .. ويقدم من كل مكان معلومة خفيفة ظريفة - ولمدة ساعة.
و ... هذه السطور شيء قريب من ذلك .
.
(1)
(ما كل ما يتمنى المرء يدركه .... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن)
هذا بيت شعر لكبير شعراء العربية المتنبي
وهناك من اعترض .. قائلًا : (بكره - أحلى) .. وأخر قال : (بالإرادة تستطيع أن تحقق أمنياتك)
ليس هذا ما أقصده .. الذي أقصده أن هذا البيت من الشعر سمعته ورأيته لأول مرة، وأنا في مدرستي المتوسطة بالأطاولة
كان ذلك من معلمنا - حينذاك - معلم لغة عربية سوداني - فلتة - وأظن رفاق المقعد يتذكرون .. حتى أن (خطه) على السبورة كان جمال الجمال.
وكان موسوعيًا متمكنًا عبقريًا ، وأظنه (اشتغل) على نفسه كثيرًا، فيما يعرف بالتعلم لا التعليم، قراءة وبحثًا واطلاعًا - وهنا يبرز الفرق بين معلم ومعلم.
المهم أن الرجل (استلمنا) في الكلمات الإملائية الصعبة، على نحو....
ليلةٌ كثيرةُ – الأنواء
اللآلئ متناثرة
أضواءٌ متلألئة
وهكذا ....
وعشنا معه عامًا دراسيًا حافلًا، بين جديته وحرصه وتمكنه، وبين لطفه وحدبه علينا، ما جعله معلمًا لا ينسى .. (الله يذكره بالخير).
.
(2)
ونحن جميعا في عدة قروبات بالواتساب، يوصي خبراء (جمعية أهل العقول في راحة) ألا تكون تعليقاتك كثيرة، وإن كان ولا بد - فلتكن بحذر، وبــ القطارة ... لأن الناس في السنوات الأخيرة صاروا (حساسين) يمتعضون من التصحيح لهم والنقد لما يكتبون.
وصار الكل تقريبًا يظن - الواحد منهم - أنه هو (الفهمان) الوحيد .. وما درى ذلك الطيب أن (الحقيقة لا يملكها أحد).
لكنهم في المقابل (ينبسطون) من المديح حتى وإن كان (السكر زيادة) أو في غير محله .. مع أن المفروض أنني أفرح (أكثر) عندما أنت تصحح لي وتوضح خللي.
ويفسر بعض المتفيقهين ذلك، بأنه بسبب معاناتنا مع (الحجر) .. لكنني لا أظن.
وتظل التوصية أن تقرأ المفيد والمريح، و(تغمض عيونك) عن الخطأ والمعوجّ، و (يا دار ما دخلك شرّ).
.
(3)
يقول الجاحظ : (الأفكار ملقاة على قارعة الطريق).
فأنت وأنا ليست كل مشاريعنا وأفكارنا وتصوراتنا قدرة خارقة منا .. أبدًا .. هي - في الحقيقة – أفكار سبقك إليها السابقون .. وكل ما في الأمر أنك – وقد جئت متأخرًا – فقد صرت تلتقط الفكرة وتطوعها ثم تطورها بطريقتك .. وبذلك فقد صدق عمنا الجاحظ، ذلكم الإمام في عالم الأدب وفيلسوف عصره وكل العصور، منذ انبثاق نجمه في العصر العباسي.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فأهلنا في الجنوب لهم مثل شعبي شهير ودارج يقول : (الأول ما خلّى للتالي مِثِله).
.
(4)
الجراح لا تنسى، ولا تندمل بسرعة.
بل قد لا تندمل أبدًا.
ففي مثل هذا اليوم 10 يوليو من عام 1995، أي قبل 25 عامًا، شهد العالم أبشع مذبحة يتعرض لها المسلمون في القرن العشرين، والأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
مدينة سربرنيتسا الجبلية الصغيرة، الواقعة شرق البوسنة والهرسك، تجمع سكاني صغير يعمل أهلها في التعدين والملح وعدد من المنتجعات الصحية.
هناك ... كانت المذبحة الأبشع.
حيث ذبحت القوات الصربية ثمانية آلاف أعزل – في يومين - من أعمار مختلفة، وارتكبت جريمة بشعة أخرى هي اغتصاب النساء والفتيات، واعتبرت تلك الجريمة من أبشع عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية في القارة الأوروبية.
.
(5)
أنت تحب (القادي) ...
قالها لي أحدهم عندما وجدني أطلب وأطالب بتسخين رغيف خبزي إلى درجة أن تحترق بعض أطرافه.
ويسمى في لهجتنا المحلية الجنوبية بـ (القادي)
بعضنا – وأنا منهم – كنا نظن أن هذه الكلمة (شعبية جدًا)
وإذ بها - بعد الاستعانة بالشيخ قوقل .. تفيد أنها كلمة عربية فصيحة، مع تحوير بسيط.
(القَدِيُّ من الأَطعمة: الطِّيِّبُ الطَّعْم والرائحة، يكون ذلك في الشِّوَاءِ والطَّبيخ)
.
وأخيرًا - بقي أن أسأل ..
هل مقالي هذا قادي(ن) ... ولا - ماشي الحال؟
2 comments
البرنس
01/05/2021 at 5:27 ص[3] Link to this comment
الحظدلله بكامل الصحه والعافيه
غير معروف
06/03/2021 at 12:08 م[3] Link to this comment
مع ان مقالك قديم لم انتبه له من قبل ولكني وجدته جميلا ف الجمال لا يبلى الا اذا اهمل