عيدٌ بلا عناق، ولا حتى مصافحة، وكل ذلك بأمر "كورونا".
أنه ثاني عيدٍ يحبس ابتساماتنا خلف الكمامات.
ثاني عيدٍ يقنن تحيتنا لبعضنا، فلا تكون إلا بحركة من حواجبنا، وايماءات من عيوننا.
.
ظرف عجيب فرض علينا التباعد، حتى في يوم فرحتنا الكبرى، التي كان عنوانها وذروة سنامها المخالطة .. غابت عنا – وغبنا عن زيارة الأرحام و"لمّة" الأقارب.
.
ويظل الانصات للتعليمات الوقائية، والانصياع للبروتوكولات الصحية، هو سلاحنا لمواجهة وحش هذه الجائحة، التي وصل سقف المصابين بها إلى الرقم 17 مليون إنسان حول العالم.
.
وهكذا يحتفل حوالي 1.8 مليار مسلم في أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك، في طقس مختلف، تغيب عنه ملامح التلاقي بين الأقارب على مائدة واحدة.
ويظل عزاء الناس "نتباعد اليوم .. لنلتقي غدًا"
.
وبقيت شعارات هذا الظرف الاستثنائي تفرض نفسها على إيقاع حياتنا ....
"تلويحة .... على بعد متر ونصف تكفي" ..
"اعذرونا - ونعذركم ؟" ....
"دعونا نتحرك بحذر - لنسلم غدًا؟" ...
.
وهنا يبدو في مكانه الصحيح، بيت الشعر الشهير، لشاعر العربية الكبيرة – المتنبي - أكثر تصويرًا لحال عيدنا هذا، الذي حل بيننا وهو "ناقص الدسم" ....
(عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ... بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ).
.
يا - كورونا .. أيها الوحش الكاسر .. إن كنت قد حبستنا عن الاحتفال بالعيد "ماديًا" .. فلن تستطيع أن تمنعنا من الابتهاج به "روحيًا".
سننثر الابتسامات وسط أهلينا، وبين أطفالنا، وسنتلو التكبيرات، وســ نفرح .. تحقيقًا لشعيرة من شعائر الإسلام العظيمة.