عاد النادي الأدبي بالباحة ليمارس هوايته الفريدة ...
يواصل ركضه المتميز ....
ها هو يباغت محبيه وعشاقه بلوحة قشيبة من جميل إبداعه
.
عاد ليعزف سيمفونية موسيقى عذبة، راحت تنساب هادئة تستفز القلب، وتشنف الآذان، من على رؤوس جبال السروات الشُمّ ...
عاد ... بعمل كبير .. كالكبار - وهو كبير
.
عاد لينثر بين يدينا (ملتقى المسرح الأول)
وأقول (ملتقى) .... وليس فقط "أمسية" .
وما ذاك إلا لأن النفوس الكبيرة، صفتها - همّةٌ وإصرار.. رغبة و(شهيّة مفتوحة) للتفرد ...
وصدق شاعر العربية الأول – المتنبي : (وإذا كانت النفوس كبارًا .... تعبت في مرادها الأجسام)
.
وحقيقية يأبى هذا النادي الأنيق - نادي الباحة الأدبي
رغم موقعه الطرفي ....
إلا أن يزاحم بقوة، وأن يُصرّ على الجلوس في الصف الأول مع الكبار .. منافسًا تارة ومتقدمًا تارة أخرى الأندية الشقيقة بمدننا الكبيرة.
.
ملتقى المسرح ... الذي دعا النادي المثقفين للاصطفاف على ضفافه الأسبوع القادم ...
هو رابع منجزاته الكبيرة واللافتة، على مستوى الوطن السعودي والعالم العربي ...
وكما قال الدكتور عبدالله غريب النائب السابق لرئيس أدبي الباحة - وقد كان محقًا -
يقول : ((هذا هو رابع أضلاع (المربع الذهبي) كما أسميته للنشاطات الكبيرة للنادي، بعد ملتقياته ومهرجاناته السابقة الباذخة (الرواية والقصة والشعر) .. يأتي الحصان الأبيض – المسرح - أبو الفنون ليضيفه النادي ضمن ملتقياته عبر تقنية الافتراضي بسبب جائحة كورونا)).
.
لله - كم نحن محظوظون بهذا الثراء الباذخ من أدبي الباحة، الذي ما فتى يشعل قناديل الفرح والتميز في دواخلنا - بين الفينة والفينة - فيجعلنا نسافر به ومعه بعيدًا وعاليًا، في سموات من الألق الشفيف، من الوهج المعرفي، من التماهي مع جداول من الثقافة، التي صارت تنساب في شرايينا وشرايين الوطن بتغذياتها الملهمة.
.
ألف تحية وتحية لعراب النادي الأول، ومدوزن أوتار إبداعاته، الشاعر الكبير الأستاذ حسن الزهراني، رئيس النادي .. الذي أعطى النادي وجمهوره من أنفاسه وكاريزماه الكثير، ولك بعد ذلك أن تتخيل كيف ستكون المخرجات لنادٍ يمسك ببوصلته شاعر متوهج.
.
ومثل ذلك من التحايا نقدمها مدرارة - لفريق العمل، الذي يقف معه وبجانبه، كـ " كتيبة متقدة الحماس من جُند الثقافة" الذين يعملون كخلية نحل لا تهدأ، ليخرجوا لنا وللمشهد الثقافي السعودي، مُنتجًا مميزًا، هو بحق إضافة بهية، وعلامة فارقة.
.
أما ضيوف الملتقى الكرام .. فلهم من الشكر أجزله، ومن الثناء أعطره، ومن التقدير أكمله.
نبلٌ منكم - أيها الضيوف الأعزاء - هذه المشاركات الثرية في الملتقى، ولهذا فأنتم سـر نجاحه الأول، أنتم نبض ألقه وتفرده.
.
ولولا الجائحة الماكرة، لطوقنا أعناقكم برياحين وكادي "ذي عين" ولطفنا بكم ومعكم فوق "مسرح الباحة – المنطقة" من غابات سراتها حتى عيون ماء تهامتها.. مرورًا بتراثها العابق، وشواهد تاريخها الباذخ، وضحكات أطفالها، وتراحيب أهلها العفوية الصادقة : (مرحبا هيل – عدّ السيل).