عندما تطغى مشاعر البهجة وترتسم فجأةً ابتسامة السرور على محيّا المرء لحدثٍ كان يعتقد بأنه قد يتحقق أو قد يتأخر تبعاً لمعطيات الحال، وربَّما يكون صعب المنال في القريب المنتظر، ثم فجأةً تغمره الفرحة بأن ما كان يمنِّي النفسَ به قد أصبح حقيقةً ماثلةً أمام ناظريه ولم تعد أمنيةً قد يتأجل تحقيقها حتى تكاد تُنسَى.
..
لكن الأماني تتجلَّى وتصبح واقعاً بهمَّة وعنفوان الرجال عندما يرسمون أهدافهم ثم يسيرون بخطىً وثَّابةٍ وخططٍ محكمةٍ لا تتثاءب أو تخلد إلى الراحة هنيهةً ثم تستأنف سيرها بل كان عملاً دؤوباً يقوده فكرٌ متَّقدٌ نحو تحقيق تلك الأهداف.
..
نعم.....هذا ما تجسَّد في تحقيق تطلعات وأمنيات أهالي ومحبّي منطقة الباحة بصعود نادي العين في بلدة الأطاولة إلى مصاف أندية الممتاز لدوري سمو الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وهي حالة الفرح التي أتنفَّسها كعاشقٍ لمنطقة الباحة وأهلها وقد أجيز لنفسي بأن أدّعي انتمائي لها إما بحكم القرب جغرافياً أو وجدانياً حيث لي فيها من الأحبة الفضلاء من أفخر بعلاقتي بهم، ولي من الذكريات ما ليس هذا مجاله للحديث عن تلك العلاقة.
..
ولذا أتشرَّف بأن أدلو بدلوي وأكتب مشاعري الجيَّاشة لهذا الحضور المشرّف لنادي العين وقد اشرأبت أعناقنا جميعاً زهواً بصعوده، وذلك مبعث الفخر الحقيقي في الوقت الذي مضى على تأسيس كثيرٍ من أندية الوطن عقوداً ولا تزال تبحث عن تحسين مراكزها على خارطة رياضة الوطن ونأمل أن يتحقق لها ذلك.
..
وممَّا لا يدع مجالاً للشك بأن هذا الإنجاز المبهر وقد تابعنا كيف كان يسبر هذا النادي نحو القمة بسرعةٍ متناهيةٍ فلا يكاد يمضي موسمٌ واحدٌ على صعوده من الدرجة التي هو فيها حتى يثِبَ بخطواتٍ واثقةٍ ومحسوبةٍ بدقَّةٍ فيصعد الدرجة التي تليها ، فأقول بأن ممّا لا شكَّ فيه أن ذلك نتاجٌ طبيعيٌّ للعمل المتواصل من رئيس النادي وفريق العمل معه وبالدعم الملفت من رجال الأعمال المنتمين لمنطقة الباحة من قبيلتي زهران وغامد ومن وزارة الرياضة والمتوج بمتابعةٍ أدقِّ التفاصيل من سمو أمير المنطقة ، وبالتالي فكلُّها جهودٌ تظافرت فقدمت لنا وللمتابعين عامةً للشأن الرياضي في بلادنا أنموذجاً حقيقياً بأن من يعمل بجدٍ ومثابرةٍ لا بد أن يصل لهدفه المنشود ويجني ثمرة جهوده .
...
وليسمح لي الأخ رئيس النادي وإدارته الموقرة - مع يقيني بأن ما سأقوله ليس بغائبٍ عن أذهانهم - ولكن ولهي وعشقي بباحة الإباء والشموخ يدعوني لأقول للجميع بأن الوصول للقمة كان طموحاً مشروعاً وأمنيةً غالية وتحققت بفضل الله ، ولكن الأهم هو المحافظة على البقاء في هذه القمة في دوري الممتاز للمحترفين بل وتحقيق نتائج إيجابية تبرهن بأن الهمَّة تتضاعف وأن منطقتنا تستحق أن يكون لها ممثلاً مستديماً في أندية الممتاز .
...
ترنيمةً :
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومٍ
فلا تقنع بما دون النجوم
....
خاتمة:
كم كانت بهجتي بعدما تم استبدال اسم النادي السابق العميد، بالاسم الفخم العين، الذي يملأ (العين)
Muhammad408165@gmail.com