الرياض .. تحتضن العالم ....
ذاك كان العنوان الأبرز في وسائط إعلام العالم، وفي ذاكرته الجمعية.
قمتنا ... كانت في بؤرة الحدث، ليس لأنها حدث وحسب، بل ولأنها كانت مشعل أمل عريض يومض بالبشارات لكل سكان الكوكب .
.
والواقع الذي ترفده القرائن الحية، أن رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة دول العشرين (G20) خلال 2020، جاءت ناجحة، مبدعة، ومميزة في كل شيء.
مسؤولية كبيرة – ولا شك – أن تقود العالم سنة كاملة بنجاح، أن تقود كبار وعظماء العالم عاما كاملا وسط ظرف صعب، لكننا اضطلعنا بالمهمة بكل جسارة وحكمة.
وأقول كبيرة باعتبار أن الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعةً، تشكل ثقلًا هائلًا .. حوالي 80 % من الناتج المحلي العالمي، و 75 % من حجم التجارة العالمية، و 70 % من سكان العالم،
.
وعلى الرغم من سوداوية كورونا، إلا أن الإدارة العليا في بلادنا واجهت ذلك التحدي - غير المسبوق - بصلابة واقتدار وبحكمة .. حتى صار التحدي – نفسه - بالنسبة لنا هدفًا.
نجحت بلادنا في عقد قمتين للمجموعة - ولأول مرة في تاريخ مقابلات المجموعة منذ 12 عامًا - .... إحداهما استثنائية في مارس الماضي.
ثم جاءت هذه الآن .. قمة 21 – 22 نوفمبر .. وما تضمنته من أجندات مهمة .. لتؤكد أن القيادة السعودية بارعة في ضبط إيقاع عمل مجموعة العشرين بكل مهارة.
ولقد استطعنا – كسعوديين – أن نلهم العالم بـ قمتنا، برؤيتنا، بإنساننا، وبمنجزاتنا - كبلد فاعل على المستوى الدولي.
.
وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين، في مستهل القمة، لتؤكد للعالم، أن السعودية تحمل همّ العالم، كبلد كبير لا يتخلى أبدًا عن مسؤولياته .. وأنها – كدولة مهمة - تتشارك مع رصيفاتها في صناعة "خطة طريق" ناجحة لتجاوز عقبات المرحلة.
.
وكان من أبرز العقبات العالمية شبح الجائحة، الذي خيم بظلاله على العالم، فكان لابد من حشد الموارد العاجلة تجاهه.. وكما قال الملك سلمان: (وساهمنا جميعاً في بداية الأزمة بما يزيد على واحدٍ وعشرين مليار دولار لدعم الجهود العالمية للتصدي لهذه الجائحة).
.
ولعل من فخرنا ... أنه من الرياض انطلقت نسائم الأمل تنساب، ومن عاصمة بلادنا طفقت بيارق الطمأنينة تلوح للعالم، كما عبر عنها الملك سلمان حفظه الله: (وإنني على ثقة بأن جهودنا المشتركة خلال قمة الرياض سوف تؤدي إلى آثار مهمةٍ وحاسمةٍ وإقرار سياساتٍ اقتصاديةٍ واجتماعية من شأنها إعادة الاطمئنان والأمل لشعوب العالم.)
.
وخلال رئاسة المملكة في هذا العام 2020 للمجموعة الأهم والأكبر عالميا .. تعرف العالم على بلادنا بشكل ملحوظ، اقترب منا أكثر، أنصت لصوتنا، ولوح بيديه وهو يرد على تحيتنا له، تحيتنا المملؤة بكل فيوض المحبة والسلام لكل سكان الكوكب.
.
وتأكد العالم أكثر وأكثر من (قيمة ومكانة السعودية) عالميا، كرقم صعب ومؤثر في معادلة الاقتصاد العالمي، وفتح العالم عينيه بكامل استدارتهما على ثقافتنا، وتاريخنا، وإنساننا، وقيمنا الضاربة في عمق التاريخ.
..
شكرًا لثقة العالم بنا .... أن منحنا فرصة قيادة المجموعة سنة كاملة.
.
شكرًا لقيادتنا الحكيمة ... التي كانت كما هو ديدنها دائمًا (في الموعد)، بكل جدارة واقتدار وبراعة.
.
شكرًا لكل السعوديين ... الذين ألهموا العالم، بـ قمتهم، بإنسانيتهم .. وبثقافتهم ووعيهم.