الأديب الذي لا يعرف ماجد عبدالله ليس له علاقة بالثقافة.. مهمة المثقف وقدره أن يكون مطلعا على كل الفنون.. أن يرى الآخرين حتى لو ما رأوه، لا يستحق لقب مثقفا إلا من أحاط بكل الأوساط والعلوم المختلفة.
المثقف يشبه رجلًا يوجه كشافه على الطريق أمامه لتتضح الرؤية، ويوجه إضاءته على الجماعات والأفراد، لتتكون لديه رؤية ومعرفة عن اتجاهات وميول المجتمعات والأوساط وخاصة البارزين والمميزين..
وفي هذا السياق ليس شرطا أن يكون المثقف أديبا ولا إعلاميا، رغم أن هذين الوسطين هي الأقرب إلى ميوله، وبينهم تداخلات كثيرة..
جمعتني مرة جلسة مع عدد من أفراد الوسط الأدبي والإعلامي والثقافي، وعلّق أحد الكتّاب ساخرًا بأن هناك لاعبا كتب في تويتر (بسم الله الرحمن الرحيم) وتم تداولها آلاف المرات مابين اعجابات وإعادات وتعليقات، وفي ثنايا حديثه، طلب أن نذكره باسم اللاعب وقال: اسمه (عبدالله) أو قريب من هذا.. سألته؛ تقصد ماجد عبدالله؟ قال: نعم هو..
فيما بعد قلت بأن ذلك الشخص أديبا وليس مثقفا، من كتب النصوص الأدبية يندرج تحت قائمة الأدباء.. ولا يعيبه ألّا يكون مثقفا.. فهناك قائمة للعلماء والأطباء والمهندسين وكذلك الأدباء ..
أما من قدم نفسه كمثقف فمن العيب أن يفتخر أنه لا يعرف نجما كماجد، بل وعليه معرفة حتى أبرز مشاهير الإعلام الاجتماعي ومعرفة توجهاتهم وقدراتهم .. هذا قدر المثقف وهذه مهمته أن يكون ملما ومطلعا على النجوم في كل الأوساط وعلى البارزين في مختلف المجالات، وعليه أن يعرف توجهات الأجيال وميولهم وأين يكمن هوسهم..
يفترض من المثقف أن يبقى متواضعا ويهتم بما يدور حوله، عليه أن يناصر البساطة، ويمجد للعفوية، ويتغنى بالمواد والحروف الزاهية ويبرزها، قيم المثقف الحياة في أسمى معانيها وفنونها..
المثقف الحقيقي لا يسعى للشهرة ولا يبحث عنها، وعندما يتتبع الحياة عليه أن يحتفظ بعواطفه وميوله الخاصة، عليه أن يرتدي القبعة البيضاء ويتمثل الحياد، يتأمل الحياة لأجل الاستيعاب.
ولأجل إعادة ضخّ موادها بصدق وبشكل ميسّر وسهل.