لو قابلت أحد الأصدقاء الخُلص الأحمّاء، ووجدته يشكو لك من جفاف عواطف زوجته مثلا، فإنك لكي تقرب المسافة بينهما لابد أن تقول له، شيئا قريبا من هذه العبارة:
"يا أخي خليك - رومانسي معاها" ..
وينطبق الحال كذلك، لو شكت زوجة إلى صديقة لها مشكلة ابتعاد زوجها عنها - خطوتين للوراء.
..
ويبدو أن حكاية "الرومانسية" هذه صارت سرّاً من أسرار بناء البيوت، وأظنها في الواقع كذلك، خصوصا في هذا الزمن الذي طغت فيه الماديات، وتسارعت فيه وتيرة الحياة، فصارت "الرومانسية" مطلبا مُلحا لكل من المرأة والرجل، وأصبح عالم الزوجية يحلم بلحظات من الحنان والدفء العاطفي، يظلل عشهما الزوجي.
..
السؤال الذي يخطر في بالي الآن ... مَن مِن الرجال أكثر قدرة على "إنتاج" الرومانسية – إذا صح التعبير – أهم الأزواج الشباب .. أم الأزواج الذين تعدوا الأربعين، أو مَن هم على مشارف الخمسين أو أكبر؟
.
ثم ... ما علاقة هذا الموضوع، بما كنا قد قرأنا، من اختيار بعض البنات، لأن يكون عريسها في سن أكبر منها بسنوات كثيرة؟.
.
قبل أن أجيب، أترككم مع بعض ما أظهرته نتائج دراسة مسحية بريطانية، تقول إن الرجال يبلغون ذروة الرومانسية، في سن الثالثة والخمسين، بحسب صحيفة "الديلي تلغراف" التي نشرت تفاصيل الدراسة.
.
وفيها أيضًا .... أن الرجال في هذه السن «يكونون أكثر إلماماً بالعواطف والحنان الذي تحتاجه الزوجة، مقارنة بأقرانهم من الأزواج الشبان» .. وكشفت الدراسة التي شملت رجالا تتراوح أعمارهم بين 51 و55 سنة، أن ثلث المشاركين في الاستطلاع فاجأوا زوجاتهم بهدية خلال الفترة الأخيرة.
..
فتاة علقت غاضبة على نتائج هذه الدراسة بقولها: هل يجب علينا ألا نتزوج إلا رجالًا في الخمسينات؟ .. أم نقضي أعمارنا في عناء إلى أن يصل الأزواج للخمسين؟ .. وتساءلت: لماذا لا يتعلم الشبان بشكل جدي قائم على أسس بعض العادات التي من شأنها الإسهام في الارتقاء بمستوى الذوق في الحياة الزوجية، حتى يوفروا على أنفسهم هذا التخبط؟.
..
وبقي لي أنا .. أن أقول شيئين ....
الأول: إن الرومانسية بمعناها التقليدي الشائع، تعني الاجتهاد في صناعة مناخ شاعري حميمي داخل البيت، ركيزته الرئيسة الأدب التعاملي الذي علمنا إياه ديننا الحنيف، ضمن محورين مهمين، هما "الحقوق" .. و"الواجبات" بين الزوجين بما يرضي الله.
والثاني: يتعين أن يكون منطلق اختيار الزواج: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
.
كما أنني أزعم أن تقارب السن مهم كذلك، بحيث لا يكون الفارق العمري واسعا، لأنني لا أتصور توافقا حسيًا وفكريًا بين رجل في خريف العمر له أحفاد، وفي ذات الوقت له زوجة صغيرة في العشرين أو أقل من ذلك.
مع عدم إغفال حقيقة أن هناك رجالًا في الأربعين وحتى بعد الخمسين نجحوا في كسر قاعدة فارق السن هذا مع زوجاتهم الصغيرات، عندما جعلوا الحب والإخلاص والثقة شعارهم.
..
وأخيرًا ... أقول ....
يا شباب .. لا تجعلوا كبار السن، يسحبون البساط … من تحت - أقدامكم؟