اجتاحت كورونا العالم وفرضت شروطها القاسية عليه، وكان من ضمن تلك الشروط الصعبة دراسة الطلاب عن بعد.
ضج أولياء الأمور في البداية، واحتاروا، ما الذي نستطيع فعله..؟ "هكذا هم الآباء إذا ما حلت بهم مشكلة فإن الرؤية أمامهم تكون غير واضحة"..!!
رموا الأبناء في وجوه الأمهات، - لم تعد الحياة تطاق مع هذا الوباء اللعين، صرخة غاضبة صادرة من أزواج تحاول أن تبرر هروبهم من المسؤلية -..!!
لم تتذمر الأم أو تنتحب وتجلس تطّلع مذهولة إلى شجار الزوج وفوضى الحال.
خلعت رداء الراحة وفرضت على نفسها البقاء خلف جدران البيت وحيدة تخوض معركتها في مواجهة التكنولوجيا المعقدة ومطالب الأبناء.
تكهن البعض بفشلها وعدم قدرتها على إدارة المعركة، وهي من اعتاد الثرثرة في التفاهات طوال الوقت، وتنبؤا بانكسارها بسهولة تحت هذا الحمل الثقيل.
بل إنهم رسموا صورتها كامرأة بسيطة تقف خلف جهاز الكمبيوتر، متوترة، تنظر بشراسة إلى الشاشة ويحيط بها أطفالها الصغار وهم رافعين أكفهم يتضرعون إلى الله ويدعون لها بالنصر.
صبرت على تهكمهم واحتسبت.. لم تيأس أو تستسلم لقدرها، ولم تنكسر في نفسها وقد رأت أن مستقبل أبناءها منوط بها لوحدها، حملت نفسها وأولادها ورحلت بلا جلبة ولا ضوضاء تجاه النجاح..!!
وهناك استطاعت تحت رعاية من الله أن تفعل شيئا أدهش الجميع.
1 comment
غير معروف
12/22/2020 at 1:22 م[3] Link to this comment
كلام من ذهب ولفتة جميلة لصانعة المجد
لكل ام … شكرا للاستاذ محمد جبران
افاد واجاد