كان لدينا ملتقى أسبوعي، يلتقي فيه مجموعة من الجنسيات المختلفة، ويطرحون -باللغة الإنجليزية- موضوعا في المتناول
وكان المشرف السيد جاردان يتيح الفرصة لكل شخص ليقف أمام الحضور، ليتحدث عن الموضوع المختار في حدود دقيقتين أو ثلاث
وكنت حريصا على حضوره كل خميس، عناصر التشويق في الملتقى متنوعة؛ من ضمنها التعرف على أجناس من شتى أنحاء العالم، وقضاء وقت ممتع، إضافة إلى التدرب على الحديث أمام حشد، ثم التجول في المول الذي يقدم للملتقى إحدى قاعاته، وثمة شيء آخر وهو تناول قهوة الفلات وايت.
أول مرة عرفت هذه القهوة عام 2012 وكنت حينها في برزبن في أستراليا، وبعد حضور إحدى أمسيات الملتقى خرجنا واتجه بعض منّا إلى المقهى، وسألت السيد جاردن، ما اسم قهوتك المفضلة؟ أجاب: فلات وايت.. فطلبت لي كوبا منه ووجدته الأكثر لذة، ومنذ ذلك الحين إذا هممت بشراء كوبا من القهوة، أول ما يتبادر إلى ذهني الفلات وايت..
ومرة سمعت باريستا يحكي حكاية الفلات وايت حيث أن أحد الزبائن طلب كابتشينو، وعندما قُدّمت له قال: هذا كابتشينو فاشل (failed cappuccino)، وبعد تذوقها وجدها لذيذة.. لينطلق نوع جديد من القهوة قريب من الكابتشينو وليس كابتشينو، وقريب من اللاتيه وليس لاتيه، إنها القهوة الأسترالية.. خليط الثقافتين الإيطالية والفرنسية.
مرة طرح السيد جاردان سؤال على صفحته في الفيس بوك وذكر أن أول شخص يجيب عليه سيحصل على جائزة، وكنت أول من أجاب عليه.. وطلبته الجائزة، قال: لو كنت قريب سأقدم لك القهوة ذات الرغوة السطحية الخفيفة Flat white
كان حينها بيني وبينه مسافة لا تعد بالأميال، كان لديهم صيف ولدينا شتاء، لديهم نهار ولدينا ليل، هم يقطنون في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، بينما نحن في شمالها
لذلك ذهبت بنفسي حينها إلى أقرب مقهى وابتعت كوبا من الـ فلات وايت
ويبدو أن هذا ما سأفعله الآن..