حديثي اليوم مع نفسي كان مليئاً بالدهشةُ !
ولاتسألني عزيزي القارئ ما الدهشة ؟!
أهي أن يحدثَ مالا نتوقع حقاً ، أم أن يحدثَ ما نتوقع ؟
.
يا عزيزي ، أنا عن نفسي لم أعد أنتظرُ أن يُفاجِئني أحدهم " بفعلٍ" يجعلني أغوصُ في بحرِ الحياةِ كسمكةٍ عمياء لا تعرفُ طريقَها إلا بِالفطرة. معتمدة على مدى الفراغ أمامها.
فالحياةُ أصبحت سلاسلَ مِن الدَّهَشَاتِ المُتَّصِلَةِ ، التي حَوَّلَت أرواحَنَا بِكُلِ لُؤمٍ إلى طَبَقَاتٍ مِن (السِّلِيكون) الحائل دون استجابةِ الحواس ، فَبَاتَ كُلُ مُنتَظَرٍ معجزةً و حصولُه معجزة لأننا أصبَحنَا لا نُصدِّقُ بحصولِ المعجزات ، حتى لو مِتَّنا خاليي الوِفاض بما يثبت أنَّنا مَرَرنَا يَوماً على جُموعِ الأحياءِ و تبادلنا معهم رقصاتِ الحياة.
فنحن مساكين نصب جُل إهتمامنا على مجابهة أعدائنا متناسين فرصة الإستمتاع بالحياة.
.
فعدونا الأول هو الوقت ...
وهو فتيلٌ مشبعٌ بالوقودِ ، قابلٌ للانفجارِ ، قد يفجِّرُ نفسَهُ في أي لحظة
و عبثاً نحاولُ أن نطيلَ عمرَه ، أن نلقي في روحِهِ تعويذةَ حياة
أن كنت أنت ذا فعلٍ خارقٍ كما أتمنى فما عليك سوى أن تنهضَ مِن ركامِ الأيامِ الماضيةِ ويدُكَ تَقبِضُ على بدايةِ يومٍ جديد، كُلُّـهُ أملٌ و دهشة .. فالحظ عاجزٌ لن يتقدم أن لم تأخذه بيدك وتدفعه بعملك .
أن استطعتَ فلا تَكفَّ عن ذلك.
او ربما الدهشةُ الحقيقة حينما يجد طفلٌ - فقد والديه في معركة الظلم والقوة- كِسرةَ خبزٍ تَقَوِّي جَسَدَاً لم يَستره ثوبُ و شعرٍ كَساهُ الغُبار.
.
إن لم تصلك الفكرةُ ، فالدهشةُ أشبهُ بِنزولِ المطرِ على ظمآنٍ اتَّخَذَ قارعةَ الطريقِ مَسكنَاً لَهُ ، لا حيلةَ عِندَهُ سوى البُكاءِ الصَّامِـت لأن العالمَ فِجأةً صارَ أخرسَـاً و أَصم منذ افترشَ قميصَه الوحيد الذي كان يملِكه و جلس حياً .
ليتَنا نستطيعُ أن نُدهِشَ أَنفَسَنا و نندهشُ بالفرح
منذُ قليل حدثتُ نفسي (المَدهوشَة) أيمكنُكِ أن تُدهِشيني و تبتسمي ؟
.
أتعلمُ بما أجابت ؟ .. نَظرتَ لي بِألمٍ نظرةً قاتلة بحق ، و قالت يدهشني أن يكون هناك ما يَجعلُنا نَبتَسم.
1 comment
محمد الغامدي
01/03/2021 at 12:52 م[3] Link to this comment
جميل ،، وفي هذا الزمن الدهشة أن تبقى مبتسماً طوال اليوم ،، فما حولنا لا يدعو لذلك