من كان يراقب رقصة النرد؟! .. الرامي أم الخصم؟! .. هل كان الرامي يرتقب الفوز أم تراه كان يضمر رغبة دفينة في هزيمة مواربة؟ .
هل صدق الجميع أنها مجرد رمية حظ. وفي اللهث خلف الحظوظ تُغيب الحكمة، وتنتصر يوتيوبا النرد.
ينتشى صاحب الرمية ثملا بالنصر، يرتفع هرمون السعادة، يرغم النرد لطاعته، فيطيع ويمنحه خيارات ستة، يربط ذاته بخيط رفيع من أرقام على سطح نرد، يخبو نجم المهزوم يكابد الخسارة.
في البداية نظن بسذاجة أن النرد حليفا لغرورنا، نتوهم اللعبة لصالحنا، ونظن النرد يضحك لنا؟! .. فيركن البعض مستقبله لرمية الحظ، لكن ما أن نقبض على النرد في قبضتنا نتوهم طمعا أن سبيكا نتوهج في مداره لنا. ويخدعنا
كم من الألعاب لعبنا، وكم من نرد خطف قلوبنا وهو يطير في الهواء، قبل أن يرتطم ونحن نعلق قلوبنا برقصة النرد؟! .. والنرد لئيم يسخر من تفاهاتنا، يمتعنا بالفوز مرة ويمنى ذوات أرواحنا التائهة بالفوز، ثم يسومنا عذاب الهزيمة مرات ومرات. ونحن أمام اللعبة نقف متهورين تارة ومخذولين مرات.
نثمل من أقداح اللعبة ونمضى، تأخذنا أقدارنا لنمارس اللعب طائعين، كارهين نستفد الوقت والعمر.
نرد وقلوب واهية تصارع وجودنا، تبحث عن حظ. ماذا لو أن السوق فرغ من الحظوظ ولم يبق سوى حظوظ كاسدة لزمرة الفاشلين ليبتاعوا منها، هل نحملها على ظهورنا ونعود أدراجنا حتى لا نعود فارغي الأيادي؟ .. حتى نباهي بما وجدنا؟ .. ماذا لو لم يبق سوى حظوظ الدهماء، الذين ينامون في نهاية اليوم دون أدنى فرق عن صباحهم، هكذا ...مفلسين؟
هل كان رامي النرد حرا في الرمية حينما اجترح اللعب؟! .. وهل مازال حرا بعد ما أمسك بالنرد و ابتدأ النزال؟!
هل نملك الخيار قبل أن نلقي بالنرد، وبعد ما ترمي النرد صدفة، وندخل في عالم رقص النرد لا نعد.
..
كاتبة وأديبة