أنت وأنا قابلنا وسنقابل الكثير من الرجال من الأقارب، الجيران، الأصدقاء، زملاء العمل، وحتى أولئك الذين نلتقي بهم ربما مرة واحدة في جلسة عابرة، في سفر، في اجتماع عمل ... الخ.
.
الواحد من أولئك هو أحد رجلين لا ثالث لهما .. إما أن يكون من فئة الـ (والنعم) أو أن يكون من جماعة (من جنب القدّة) على طريقة التوصيف الذي كان يردده في مقالاته، الكاتب الساخر والمبدع محمد الحساني.
.
ومسألة أن يكون هذا أو ذاك من الناس من فئة الـ (والنعم) فهي سهلة جداً وصعبة في نفس الوقت، وحتى لا يكون كلامي هنا لغزاً محيراً أو طلاسم وأحاجي، سأشرح المسألة بشيء من الإيجاز وفق ما أفهمه.
.
والرجل الـ (والنعم) تجده دائمًا كريمًا ليس بماله وحسب، فهذه قد لا تتوفر للكثيرين، وإن توفرت فـ (زيادة الخير خيرين)، ولكنه كريم في خلقه، لطيف في معشره، جميل في منطوقه، هاشاً باشاً، إن دعوته لمشورة أو رُفقة للصلح أو تسجيل موقف، وجدته (على يمينك) طلق الوجه، راجح العقل، عادل الكلمة، مؤثر في حديثه، ومقنع في رؤاه.
.
وتلك مهارات يمكن اكتسابها من الحياة لمن أراد (واشتغل) على نفسه كي يكون بهياً رائعاً، نعم قد تكون فطرة عند بعض الناس أنه طيب منذ نعومة أظفاره، ولكن آخرين يمكن لهم أن يُروّضوا أنفسهم على فعل الخير وسمو الخلق، لم لا.
.
أولئك النبلاء تراهم على (طول الخط) شهامة ونكران ذات، وتجاوز عن الصغائر، وتسامح حتى مع الذين قد يخطئون في حقهم.
.
تلك أبرز وأهم معايير الرجال الـ (والنعم) ... وهي بهذا التوصيف معطيات ومواقف و"بناء مهارات ذات" سهلة، ليس فيه صعوبة كبيرة، لمن أراد أن يكون نبيلاً وجميلاً.
.
وغيرهم من فئة (من جنب القدّة) ترى الواحد منهم منطوياً على ذاته، أنانياً، منكفئاً، لا يؤثر في غيره، ولا يصنع المواقف السامية، لا يتسامح، لا يتنازل، يُحب نفسه أكثر بكثير حتى من أقرب الأقارب، إن حضر لا يؤثر وإن غاب لا يفتقد.
.
ويظل في نهاية هذه السطور، أن نقول بملء الفهم للرجال الـ (والنعم) عندما يُغيب الموت أحدهم، وقد افتقده الناس:
(أنشهد إنه فارق الصف رجّال).
1 comment
Sobhi Elhaddad
01/27/2021 at 7:52 م[3] Link to this comment
مقالة جميلة استاذ بخيت…
وفعلاً الرجال مواقف