في خريف العام الماضي تفاجأ العالم بفيروس كورونا المرعب يزحف من وراء البحار البعيدة قادم من بلاد الوجوه المتشابه في طريقه إلى الغرب، عبر الحدود بسرعة البرق وانتشر في كل مكان، وعمت بلواه جهات الكرة الأرضية.
.
توقف نشاط العالم، وخلت الشوارع من المارة، وأقفرت الأسواق والمقاهي من مرتاديها، وانشل الاقتصاد، وعاش الناس حول العالم في ليل طويل وكئيب.
.
واليوم عادت أجراس الحظر تقرع من جديد ..الحجر قادم..! وإنذارات التخويف تأتي صباح مساء في ثرثرة متواصلة بأخبار عتمت منها القلوب، وخبراء منظمة الصحة العالمية مشغولون في "ووهان" بحثا في الوراء عن مصدر نشأة الفيروس، أين ولد ومتى وكيف؟
في وقت لم يعد أحد يحتمل الاختباء من جديد خلف جدران العزلة وقد كانوا يمنون النفس أن الأمر مجرد أسابيع وينتهي، أو عدة شهور على أبعد تقدير، لكن الأيام كشفت لهم استمرار الكارثة لسنة ثم تبعتها سنة وهو يلح في عناد كالشيطان الرجيم على البقاء.
بل إنه في تحدٍ سافر ظل يزداد قوة ويتحور إلى أشكال جديدة جعلته أسرع انتشارا وأشد فتكا، وظل بلا توقف يلتهم كل يوم شيء من أرواحهم.
.
كل الحلول تبدو بعيدة وأبوابها مغلقة.
لكن مهما ألح وتمرد فلن يطول وسينتهي، وما أن يغيب حتى تصحو الحياة وتعود لطبيعتها بإذن الله، ويطمئن حينها الخائفون.
1 comment
محمدصالح
02/08/2021 at 8:33 م[3] Link to this comment
لقد بث هذا المقال روح التفاؤل والامل من جديد فما أحوجنا لمثل هذه الكلامات التي تبعث الطمأنينه في نفوسنا شكراً أخي ابوعبدالله