القصة كأي منتج، يفترض أن يكون حديثا ومفيدا ومنظمًا وصالحا وذا قيمة ويلبي حاجة أو يحل مشكلة.
القصة تزداد جمالا عندما تكون نصا مفتوحا، تتعدد معانيها وإيحاءاتها، وعندما تكون سهلة وشيقة، وعندما تخاطب كل مكونات النفس الإنسانية، العقل والعاطفة والروح، وعندما تساهم في تزويد القارىء بكمية هائلة من الشهيق والزفير، وعندما تنشط العواطف، وتحرك الأبدان، وعندما ترسم الابتسامة وحتى الدمعة على الوجيه.
القصة الحقيقية تلك التي لا تتوه كقارئ في حارتها وبين كلماتها، وليست تلك التي يجيزها النقاد، أو يقدمها المشاهير، أو التي تفوز بالجوائز.. بل هي تلك التي يندمج في قراءتها الشخص الذي لا يحب القراءة، ذلك الذي يريد أن يقرأ سطرا واحدا فيجد نفسه التهمها كقطعة كعك لذيذة، التهمها دفعة واحدة ناسيا أن يتنفس، وعندما ينتهي يستنشق نفسا عميقا.. ويبحث عن أخرى تشبهها..
العمق ليس مطلوبا في القصة، يكفي أن يكون النص مشهدا، أو مشهدا بسيطا ربما يتم التقاطه من الشارع أو المقهى أو المشفى وربما قاعة الدرس.. الوصف يليق بالقصة ولاسيما لو كان بلغة منسابة وسهلة ومشوقة ومحبوكة.
ولكن يجب أن يكون معجونا بالفن، لذا القصة تحتاج لـ ماهر يكونها من موهبته وثقافته وأنفاسه وخبراته ومقاديره السرية الخاصة التي لا يعرفها أحد سواه.
وعلينا أن ندرك أن القصة ثقافة، القصة وعي، القصة متعة، القصة إحساس مدهش، القصة في أساسها ربما خبر ثقيل مضغوط حوله القاص لسيئ ممتع، القصة حادثة سيئة مغلفة بورود، القصة بداية شيقة وقفلة مدهشة.
عندما يبدأ المتلقي في قراءة القصة وعندما تتوافق مع ذائقته سيتمنى ألا تنتهي، سيتخيلها مشروب لذيذ يحاول قبل نهايته أن يرتشفه على مهل كي لا يفقده.