هل اقتربتَ من ماكينة الصرف الآلية، وأحسست بظلٍ خلفك، و أنفاسٍ تكاد تخترق ظهرك؟ لا ترتعب؛ لأنه ليس شبحًا، لكن التزم الحذر فالخصوصية ستُخترق من قِبَل متطفل يسلِّط كشافاته العالية على شاشة الماكينة بحجة أنه يليك في الدور.
هل خرجتَ في فسحةٍ مع العائلة على شاطئ ممتدٍّ، وخالٍ من الزحام، ورأيت سيَّارةً تحوم في المكان؟ لا تتوجَّس خيفةً؛ فليست سوى سيارة أحد المخترقين للخصوصية، بحث كثيرًا على ذلك الشاطئ الشاسع، فضاقت عليه الأماكن، و لم يحلُ له الجلوس إلا على مقربةٍ منك و من عائلتك، لا تحاول حتى لومه على ذلك؛ فالمكان ملكٌ للجميع ولو كان خاليًا من البشر، كل ما عليك هو أن تواري عائلتك خلف ستار، و لا تفكر أبدًا في السماح لهم بمغادرة أماكنهم، أو النزول إلى الماء لأن ذاك المخترق تجاوز حدود الأدب، ولم يكتف بالجلوس على مقربة، بل أعلن عن قلَّة ذوقه، فوارى عائلته عن عينيك، واستقبل هو عائلتك، وأعمل رادارات رصده، كن مهذَّبًا أنت أكثر، وأَخْلِ له المكان.
هل توقفتِ يومًا عند الإشارة الحمراء وراح من بجانبك يحملق فيكِ إلى أن سمع صوت المنبه وراءه يعلن عن إضاءة اللون الأخضر؟ تجاهلي الأمر رجاءً، وأعيري الطريق كامل انتباهك؛ فالأمر لا يعدوا اختراقًا للخصوصية بحجة التعجب من سيدةٍ تقود سيارة.
هل جلستَ بجانب أحدهم فوصَلَتْ إلى هاتفك رسالة، أو أردت أن تتصفح الهاتف، فسبقتك عينا صاحبك إلى الشاشة؟ لا تستغرب كثيرًا فاختراق الخصوصية أصبح أمرًا مباحًا لدى بعضهم.
هل أنهيتِ مكالمةً فسمعتِ بعد إغلاق الخط عبارة (ايش فيه)؟ لا بأس، لا تهوِّلي الأمر كثيرًا، هذا السؤال ليس سوى نوعٍ من أنواع اختراق الخصوصية.
ويستمر الاختراق بأبشع الصور، ومختلف الكيفيات؛ لأن الذوق و الحياء و الخجل تتمتع بإجازاتها الأبدية.
1 comment
محمد الزبيدي
02/16/2021 at 1:12 م[3] Link to this comment
ليتها إجازة وتعود .. ولكنها استقالة ورحلة لا تعود بعدها أبدا ..