- من روائع المرء سمو الأخلاق وهي صفات حسنة أمرنا بها ديننا الإسلامي بالتحلي بها, ومن عجائب هذه الصفة الصادقة أن المؤمن يرفعهُ الله عز وجل بها درجات ويؤجر عليها أجراً كبيراً وتعود عليه بالأثر في تعامله بين الناس , ولاشك أن مجتمعنا ولله الحمد فيه كثير من هذه الصفات التي يتحلى بها البعض وتكون من نيًة صافية وعمل مخلص, فالأخلاق هي أساس النجاح وعنواناً للحياة وقاعدة ناجحة من نجاحات الأمم وكذلك هي مرتبطة بتربية الأنسان الخُلقية والفكرية والعلمية وقبل أن تبعث بهذه الرسالة الصادقة وحتى تكتشف نفسك لعلامة حُسن الخلق ( ان تكون في بيتك أحسن الناس أخلاقاً وتعاملاً) ومن الممكن أن يدخل الأنسان قلوب الآخرين دون أن ينطق بعبارة أو كلمة واحدة لأن سلوكه وصفاته وتعامله وأسلوبه يكفي عن كثرة الكلام.
- ولكن للأسف ما نشاهده في بعض المواقف تنجلي تلك الأخلاق وتظهر لنا أقنعة مزيفه كانت تحت غُطاء( الأخلاق) المؤقتة وتنصهر في موقف صغير جداً لتصبح رماداً أسود كان متلبداً بزيف (أخلاقي) يبرهن على قيمة ضعف تلك الأخلاق المزيفة التي لم تكن في مسارها الصحيح بل كانت تطفو فوق سطح( الوجاهة) والنفاق والعياذ بالله, أضف لذلك مشاهد مختلفة يكشفُها لنا هذا الشهر( الكريم) فالبعض من هؤلاء البشر تراهم لا يتخاصمون إلا في ( رمضان) ولا يتضاربون إلا في ( رمضان) والأعصاب لا تفلت إلا في رمضان مع أن هذا الشهر الفضيل هو شهر التسامح والعطاء والصدقة فإلى أين وصل بهم الحال!
- لماذا لا يأتي الزحام إلا برمضان !
- ولماذا لا تأتي السرعة إلا برمضان !
- وهل أصناف الأطباق لا تعملها المطاعم إلا برمضان!
- هل أخلاقنا في رمضان تختلف عن أخلاقنا في تعاملاتنا بغير رمضان!
- ثمة تساؤلات عديدة بعد ما رأيت مناظر عجيبة تحدث في رمضان!
- إن الأخلاق ليست فقط هي نظاماً أو روتينا مؤقتاً للتعامل بين الناس بل هي قيم ومبادئ حثنا عليها ديننا ونهج سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فالأخلاق هي من مقدسات الحياة والبقاء على رتم واحد في تعاملاتك وصفاتك دليل على وعيك وخٌلقك , أما متقلبي المزاج وأصحاب الأخلاق المزيفة فلن تستمر بهم هذه الجماليات المؤقتة وما أسرع ينقلبوا عليك في أتفه وأصغر المواقف, وقد خلق الله تعالى الضعف لتختبر أخلاق القوة فينا.
- ليس كل الناس معاملاتهم وأخلاقهم مختلفة وسيئة جداً, ولكن أنا أتكلم عن( تلك الصفات والأخلاق) التي تنعدم منهم خاصةً في شهر رمضان وكأن لم يصوم سواهم فقط , فتراهم يشتمون ويزاحمون وينظرون لك بعين( الشر) فتجد العصبية والفظاظة في بعض الناس وعذرهم أنهم صائمون! يا أخي إذا لم تقدر تعطي خيراً من صمتك للآخرين فتصًدق على الأقل بكلمة طيبة وابتسامة لطيفة صادقة وخالق الناس بخلقُُ حسن وتذكر أن من أخلاقياتك وجمالها وصفاتها هي فقط من تبقي رصيد محبتك عند الآخرين.
- ان السعادة والصفة الأخلاقية هما عنصران متصلان لا ينفصلان , فالقلوب أوعية والشفاه أقفالها , والألسن مفاتيحها فليحفظ كل إنسان مفتاح سره ولنبدأ بإصلاح أنفسنا ونٌحسًن من أخلاقنا فإنها هي الطريق للإرادة وهي عنوان لنا في كل تعاملاتنا ولنبقيها صفةً مستمرة دائماً حتى لو تعرضنا لظروف الزمن ومواقف قد تفقدنا أخلاقنا ’ولا نٌقلل من شأن أحد بعينه فالكمال لله تعالى واختم بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله (إن كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال). وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
عاجل
ابراهيم الفقهاء

لماذا في رمضان !
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/357422.html