في بهو الشفافية تواجد المفكِّر، وعلى كرسي الصراحة جلس المخطِّط، ومع انتصاف الشهر تجلَّى البدر.
نعم حضر ولي العهد الشاب خلف الشاشة؛ فتسمَّر أمامها ملايين المتابعين من داخل الوطن وخارجه، يتطلعون إلى الكلمات التي ستطرق مسامعهم، فوجدها المحبون تلامس شغاف القلوب قبل كل شيء؛ لأنها تروي قصة تأخُّر، وتحكي رواية تقدُّم، ورآها الحاسدون الحاقدون حجر عثرةٍ في طريق مخططاتهم ومؤامراتهم، التي يشنونها بين الحين والآخر؛ ليعرقلوا مسيرة النهضة، ويعطلوا بلوغ القمة.
تفتَّقت كلماته - حفظه الله - عن لوحة المستقبل التي تخيلها للوطن ومواطنه، فلم يترك شاردةً ولا واردة، إلا ونفض ما حجبها من غبار الوهم، وأزال ما علق بها من شوائب الشك والريبة والظن، فذكَّر بالماضي، وبيَّن ما كان سببًا في التأخر، وصوَّر المستقبل، وأعلن ما يحتاجه من الأدوات ليتحقق، موضحًا أن هذه الأدوات سيتم اختيارها بعناية؛ حتى لا تكون كتلك الصدئة التي أعلنت فشلها فيما مضى، ثم تطرَّق إلى الهوية، وأوضح أن التطور لا يزيدها إلا صقلاً وقوةً، ما لم تكن ضعيفة، واضعًا كل ثقته في مواطني هذه الأرض، واعتماده على شعبها بعد الله عز وجل؛ فهم الجنود، والحماة، والبناة، ولا استعانة بغيرهم إلا فيما لم يصلوا إليه بعدُ من قدرات، ومتى ما تم إعدادهم وتهيئتهم - من خلال خطط التطوير والتحسين المقامة - فلن تكون لغيرهم أولوية، ولن يحظى سواهم بالأسبقية، وليثبت تحلِّي الشخصية السعودية بالشجاعة، وقدرتها على تحدي كل العقبات والصعاب؛ أعلنها صراحةً أننا لا نعرف الخوف، إنما يعترينا القلق كما يعتري غيرنا.
ثم ختم اللقاء؛ لتُدَق طبول الحرب على مختلف وسائل التواصل، بين الواثقين والمتخاذلين، والمحبين والحاقدين، والمعترفين بفضل هذه البلاد عليهم وغيرهم من الحاسدين، غير أنني لا أشك قيد أنملة في أن كلماته - حفظه الله - وصراحته، وشفافيته، استقطبت مزيدًا من المؤيدين لسياسته، وداوت كثيرًا ممن اعتلَّت نفوسهم جراء ما فُرِض من ضرائب النهضة والتحسين، وفي الوقت ذاته زادت كل حاقدٍ وحاسدٍ وكاره غبنًا وغيظًا وقهرا.
فلله درك سيدي؛ على أي أمرٍ تركت محبيك، وكيف سيقضي الليلةَ عذَّالك، والحاقدون عليك وعلى نماء هذا الوطن.
عاجل
بقلم/ يوسف الشيخي

وقْعُ اللقاء
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/358007.html