عندما كتبت المقال السابق بعنوان جبل طويق وذلك قبل إجراء مقابلة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ، وتم التطرق فيه إلى مرتكــزات رؤيتنــا 2030 ومكامن القوة فيها ،والمحاور الثلاثة للرؤية والتي تشمل الحيوية والازدهار والطموح ،وما تحقق من نجاحات وتقدم وإنجاز في كافة القطاعات العامة والخاصة والقطاع الثالث للمنظمات غير الربحية في ظل ما تمر به البلاد والعالم من جائحات وحروب أثرت على أقوى اقتصاديات العالم .
وما دعاني لأكتب هذا المقال واختيار العنوان له بهذه الطريقة هو إعجابي بالمقابلة لسمو ولي العهد التي أثلجت الصدر ورفعت المعنويات وبثت روح الاطمئنان في النفس من خلال ما ظهر به سموه من بساطة وعدم التكلف في الحديث ولا أخفي إعجابي بالتمكن العالي جدا لدى سموه في كافة الجوانب . وهذا يزيدنا فخرا بمن يمثلنا أنه على قدر عال جدا من المعرفة والمهارة والحكمة والحنكة والمنطقية .
وما قام به من رسائل مباشرة وغير مباشرة تعطي مزيدا من الأمل والتفاؤل بالمستقبل المشرق بإذن الله.
وكان حديثه شاملا لكل اهتمامات المواطن والمجالات الحيوية . فقد تطرق إلى رؤية 2040 وتنويع مصادر الدخل، وعدم التوجه لفرض ضرائب على الدخل بل إن 15% مؤقته لمدة خمس سنوات، والأهم من ذلك ما ذكره بأن أهداف رؤية 2030 نقترب من تحقيقها قبل موعدها، وعملية التوجه نحو الصناعات التحويلية بدلا من التركيز على النفط ، وما تم خلال الخمس سنوات من إعادة هيكلة لكافة الوزارات، وتحفيز القطاع الخاص والاستغلال والاستثمار الأمثل لكل مقدرات وثروات الوطن الكبيرة، تعزيز مقدرة الصندوق السيادي للدولة، إضافة إلى أن السياسة الخارجية أصبحت مبنية على المصالح المتبادلة.
ومشكلة الإسكان المؤرقة للجميع تم تحسينها ورفع نسبة امتلاك المساكن من 47% إلى 60% تقريبا .
أيضا موضوع البطالة مستهدف نزوله إلى4% لكي ينسجم مع المعدلات العالمية المقبولة.
وما يزيد من الاطمئنان العلاقات الجيدة مع كافة الدول وفي مقدمتها أمريكا وروسيا والصين وفرنسا والهند وبقية دول أوروبا والعالم. وقد ذكر سموه أن المملكة تتطلع إلى علاقة طيبة وحسنة مع كافة دول الجوار ومن ضمنهم إيران وأن تكف عن التدخل في شؤون الاخرين وتكف عن دعم الميليشيات الخارجة عن القانون وأن لا تتدخل في شؤون الدول العربية وتكف صواريخها الباليستية عن جيرانها.
وأهم ما في المقابلة تأكيد سموه على أن المملكة العربية السعودية دستورها القرآن وأن مصادرها التشريعية القرآن والسنة ولن نحيد عن ذلك أبدا. أشياء تثلج الصدر بحق ، ونسأل الله التوفيق لولاة أمرنا في كل ما فيه مصلحة البلاد والعباد وأن يسخر لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على أداء الأمانة.
وختاما لدينا مقترح نتمنى أن يصل لولاة الأمر وأن يكون واقعا على الأرض، بما أن من مرتكزات الرؤية 2030 الاهتمام بالأعمال التطوعية. ومن هذا المنطلق أرى أن يكون هناك مجلس للمتطوعين على مستوى الدولة ويكون له فروع في كافة المناطق ويكون الأعضاء من غير العاملين في القطاعات الحكومية ومن الخبراء المتقاعدين. ويعطي الفرصة لتقديم الأفكار النيرة والتي ممكن تطويرها والاستفادة منها حيث أن بلدنا تزخر بالكفاءات التي ليس لها طريق لعرض ما لديها بشكل يضمن نجاحه ، كما أن الشعب السعودي متميز في عشق العمل التطوعي الذي يفيد البلاد والعباد. ولاشك أن الأعمال التطوعية والاهتمام بها من كافة الشرائح من سمات الدول المتقدمة والتي نعتبر أنفسنا منها بإذن الله. سائلين المولى عز وجل التوفيق والسداد والتقدم والرقي وارخاء والأمن والأمان لبلادنا وكافة بلاد المسلمين.
1 comment
عبدالله العواجي
04/30/2021 at 5:17 م[3] Link to this comment
اجدت وافدت ي دكتور
جزاكم الله خيرآ وطاقم إشراق بدءآ من رئيسها الاستاذ ابوباسم