الدولة وأصحاب القرار والعقلاء وأهل الاختصاص متفقون على أن جائحة كورونا هي طاعون العصر وأن خطرها لازال قائما ولذلك كانت الاحترازات الصحية حتمية نزولا عند حرج اللحظة القائمة الآن.
وما رمضان 1441هـ الحزين منا ببعيد وإن في ذلك لعبرة لأولي الألباب كم كانت المساجد تنوح حنينا للمصلين وكم من مكان افتقد ذلك القارئ المسبح ومر رمضان أنذاك مرور المغشي عليه. ثم غرق جموع المسلمين في دموع العيد السجين الذي أجهش بالبكاء لعدم مصافحة المعايدة المعتادة، وكم كانت مصليات العيد قاحلة نحلت من شوقها لأهازيج الله أكبر الله أكبر نعم الله أكبر كم هي رحمة الله واسعة.
هذه المشاهد جرحت مشاعر أصحاب القرار وحفرت عميقا في شرعية قرارتهم الصائبة احترازيا وشرعيا أنذاك. فاستنفرت الطاقات وعقدت جلسات العصف الذهني لإعادة عجلة الحياة كما كانت مهما كان الثمن باهظاً.
وتظافرت الجهود واتحدت المشاعر المحلية مع الدولية وتم صياغة قراراً يرضي جميع الأطراف ويمنح الجميع قبلة الحياة وفق تدابير تضمن سلامة الجميع بمنهجية علمية طبية شرعية كونت حزمة وقائية تتكون من أخذ اللقاحات المناسبة الآمنة وبث الوعي بخطر الأزمة الراهنة وتبعاتها من خلال جميع الوسائل وفرض احترازات رسمية مشفوعة برقابة صارمة وتطبيقا فعليا بقناعة تامة.
ثم فك منع التجول وعودة الحياة المشروطة بتلك الحزمة، ولكن لازال هناك بعض التجاهل من فئات لا يعتد بها وهذا التجاوز الغير مسؤول إما للجهل التام بخطر هذا العدو أو لا مبالاة بعواقب الأمور ومادام الأمر كذلك لا سيما بعد كل الجهود المبذولة فإن الأمر يستدعي وعلى الفور الضرب بيد من حديد حفظا لصحة أمة فالأخذ على اليد أفضل من غرق السفينة.
ومما يثير القلق أن مناسبة العيد التي على الأبواب قد تكون بوابة العودة لأسوأ مما كان لا سمح الله من جراء تجاهل البعض للإحترازات أو تجاوز خطوطها الحمراء إما مكابرة غير محسوبة العواقب أو محاكاة اجتماعية غبية أو مجاملة مقيتة لفئة أكثر ضلالا، والنتيجة أن كل أمة تلعن أختها حين لا ينفع تقليب الأكف ندما فكم من نزوة عابرة خلفت ندما دائماً
ويجب على الجميع استشعار القول الرائج (نتباعد اليوم لنجتمع غدا) وكم هو جميلا تباعدا مؤقتا لاجتماعا دائما بإذن الله ولعل هذا الأمر هو اختبار من الله لحكمة يعلمها ونجهلها.
يجب تشديد الرقابة مع الصرامة في تطبيق الأنظمة في أماكن التجمع واللقاءات وحبذا لو تم الحد من التجمعات إلى الحد الأدنى تغليبا للمصلحة العامة فمصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد. وإنني أبارك قرار وزارة الداخلية بتعليق حفلات الزواج والمناسبات وما في حكمهما داخل القصور والقاعات والاستراحات.
ثقتي في وعي الجميع وهم من عاش حيثيات هذا التحدي، فلنكن عونا لدولتنا التي لم تألو جهدا في تحدى الصعاب وبذل الغالي والنفيس في سبيل إسعاد هذا الشعب ولنكن حربا على كل جاهل يحاول أن ينسف جهودا دولة ويدمر شعبا بنزوة شاذة (بسيف 940) وليس للشاذ قاعدة بل إنه ليس له مكانا فيما لا يربطه به انتماء أو يدفعه إحساس غيرة.
والثقة كبيرة والأمل أكبر في الله ثم في حكمة دولة ووعي شعب للعمل يدا بيد في التغلب على هذه الجائحة وهي إلى زوال بلطف رب العباد رحمن السموات والأرض ورحيمهما ولكن الإنسان خلق في عجل.
وكل عام وأنتم في أتم صحة وسعادة. وعاد عيدكم عليكم أعواما عديدة وأزمنة مديدة.
عاجل
ابراهيم التوماني

مهلا عيد 940
Permanent link to this article: http://www.eshraqlife.net/articles/358772.html