عندما تفرح القلوب تصافحنا وجوه مبتسمة وأرواح محلقة في فضاء المحبة. للفرح مواسم وأوقات ولحظات مفاجئة.
العيد أحد مواسم الفرح والسرور، فرح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إذا فازوا بإكمال طاعة الله وحازوا ثواب أعمالهم لثقتهم بوعده لهم بفضله ومغفرته، قال تعالى: [قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ] {يونس:58}.
قدرة الإنسان على الفرح تعكس رغبته في الخروج من الأزمات وتجاوزها، والابتعاد عن مواطنها. لأن الفرح يعني استمرارية الحياة والإنسان والعلاقة المتوازنة بينهما، والاستفادة من مثيراته التي تجلب السعادة مهما كان شُحها.
ولا شك أن كل انسان يتمنى أن لا يغادره الفرح وأن تملأ حياته البهجة السرور ويرجو أن تبتعد الأحزان عن حياته...لكن الأيام دول تدور في تفاعلات يومية بين الألم والأمل الحزن والفرح ودوائر أخرى، تنتهي بحالات نفسية ومشاعر مختلطة.
.
إذا أين نجد الفرح؟ .. وكيف نسعى إليه؟
فاستنهاض الفرح داخل النفس ليس بالصعوبة أو السهولة، وغالبًا يخضع للظروف المحيطة وشدة تأثيرها على النفس، التي تستند على مشاعر تنتشي في مواسم الفرح وتتبرعم .
.
حقيقة أتعجب ممن يحاولون قتل أفراح الناس، والتضييق على مشاعرهم ، خاصة أيام العيد التي لاتقبل إلا الفرح حتى وإن حفرت الأحزان لها وقرا.
فالفرح واظهار السرور بالعيدين مندوب، كما أن لكل إنسان فرحه الخاص، وله اظهاره بالصورة التي تناسبه، فهناك من يولم وآخر يتصدق وآخرون بالاجتماع والسمر بعيدًا عن ما يخل أو يقل..
.
ومن مشاهد السرور بالعيد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعله الحبشة ، حيث اجتمعوا في المسجد يرقصون بالدرق والحراب ، واجتمع معهم الصبيان حتى علت أصواتهم ، فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليهم ، ثم قال لعائشة : "يا حُمَيْراء أتحبين أن تنظري إليهم ، قالت : نعم ، فأقامها - صلى الله عليه وسلم - وراءه خدها على خده يسترها ، وهي تنظر إليهم ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يغريهم ، ويقول : دونكم يا بني أرفدة ، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ، إني بعثت بالحنيفية السمحة" .
.
فهذه مشاهد الفرح بالعيد ومظاهر السرور والبهجة تقام بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقرها ويحتفي بها . فبعده من نكون حتى نخنق سعادة وفرح نفوس أكلتها الأيام وانهكها التعب
أن نحرمها أو نحرم عليها أن تستظل بالبهجة وترتدي وشاح السرور.
.
لغة الفرح عذبة محلقة لطيفة تدغدغ الأحاسيس برقة وحبور، تبني جسور الألفة ووشاح المحبة، تطواف جميل على قلوب يلذها الاحتفاء،وتغمرها الإيجابية....
1 comment
لولوة الخثلان
05/16/2021 at 4:27 م[3] Link to this comment
مدائن الفرح تبنى من داخل النفوس.وتجاوز صعوبات الحياة ليس من السهولة بمكان لكن الرضا واليقين يخلق في الأرواح سكينة تجعل الإنسان يزهر بالفرح. والعيد موسم الفرح الخالد .
دامت افراحك