هكذا رأيت الباحة .... في الجملة .. المنطقة تعيش عرسًا صيفيًا ولا أحلى
انتظام، وتناغم، وديناميكية
الكهرباء والمياه – كما رأيت – (عشرة على عشرة)
الاتصالات ... طيبة
الأسواق "حيّة" وتزخر بالمنتجات، وتميزها الفواكه التقليدية الصيفية، وسط حراك اقتصادي ملحوظ.
المناشط المخصصة للترفيه متوفرة، وتحظى بدعم لوجستي رسمي وأهلي، ويقضي فيها الأهالي والزوار ساعات من الانشراح والبهجة.
.
كل ما تقدم لم يهبط من السماء فجأة .. بل إنه احتاج جهدًا رسميًا من المسؤولين، ما يجعل كلمة شكرًا - لوحدها - لا تكفي لكل من خطط، وبذل، وتابع.
.
لفتني خلال شهر اجازتي حزمة من المباهج، من بينها إثراء وتفعيل - مبدأ التطوع
والواقع أن في الباحة حراكًا تطوعيًا لافتًا، يتسق مع رؤية بلادنا 2030، ولا أبالغ إذا قلت إنني رأيت "ملحمة تطوع"، فثمة أناس دفعوا من جيوبهم، للمساهمة في بناء تنمية مستدامة، اندفعوا برغبة ذاتية وشهية مفتوحة، عشقا لوطنهم وحبا لمنطقتهم وأهلهم .. وسجلوا في تنافس حميد مواقف وطنية مشرفة.
.
فهذا يقوم بتأهل قرية كانت حتى الأمس مجرد خرائب، لتعود في حلة قشيبة مزارًا سياحيًا ... وقرية الموسى ببني حسن، وجهد رجل الأعمال سعيد العنقري نموذجًا.
.
وأولئك يشمرون عن سواعدهم، لإعادة تأهيل قلعة حربية وطنية، كادت تتلاشى في تلافيف الزمن، حتى إذا ما أعادوها تتنفس الحياة مجددًا، تلكم قلعة بخروش بن علاس، وجهد أبناء قرية الحسن نموذج آخر.
.
وجهود أبناء الأطاولة في قريتهم الأثرية، بمكوناتها الحضارية التاريخية وواديها الأخضر، وحرصهم على التجديدات المتوالية لها سنويًا، إضافة لاستحداث متحف الفيان في مكان غير بعيد عنها هذا العام، كل ذلك مما يبهج.
.
وهذا متحف الأخوين، المطل على وادي الملد صار قبلة للسواح، وهناك متحف الديرة في بلخزمر أصبح معلمًا على الطريق السياحي، وثمة حديقة الفراشة بالمندق بتجديداتها المبهرة واللافتة، وهناك منتزه الخلب بمطعمه المميز وفندقه الحديث، وغير ذلك كثير وكثير مما لم أحط به
.
والمنطقة – من جانب آخر - تعيش ورشة عمل لا تهدأ، فثمة طرق تتسلق خواصر أعقد السفوح الجبلية، تلمح المعدات وهي تهدر فوقها، وهناك طريق العقيق الأطاولة – الحلم الأثير – يعيش حالة من العمل المتواصل، ومن الجماليات توسعة مطار الملك سعود بالعقيق، وغير ذلك كثير.
.
ويظل ما يجب أن نؤمن به كمتابعين ومواطنين، أن نتيقن أن المسؤول يهمه – كالمواطن تمامًا وربما أكثر - أن يرى في كل فترة ولادة مشروع جديد.
ذلك لأن المسؤول يهمه أن ينجح، أن يضع بصمة، أن يذكره الناس بالخير.
المسؤول مهموم بالمنجز، ومشغول بإغلاق كل ملف بنجاح، والانتقال لغيره.
.
تحية كبيرة لمنطقة الباحة، لمسؤوليها الحريصين، ولمواطنيها المبدعين، فقد تلاحمت سواعدهم متعاضدة، وتلاقت قلوبهم متحابة، نحو هدف واحد ... وهو تحويل منطقتهم إلى وجهة سياحية رائدة، وإلى محطة واعدة لتنمية مستدامة.
ولا أخال من زارها إلا وقد استمتع بطقسها وطبيعتها وفعالياتها، وعبّ من جمالياتها وخدماتها اللوجستية ...
.
ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فإن من الواجب والعدل، أن نزجي – كمسك ختام - أعطر تحية، وأصدق تقدير، لسمو الأمير الدكتور حسام بن سعود، أمير المنطقة.
كون سموه الكريم الملهم والمحفز، والمحرك الأول لـ "ماكينة" العمل.