كنت في زيارة لأحد الزملاء في إحدى الدول الشقيقة وأعلم تماماً أنه رجل صنع نفسه بنفسه وحصل على جوائز وهدايا وتكريمات عالية المقام ، وقد لاحظت أنه يضع بعض الصور في واجهة مجلسه حتى يراها الكل ، ودار بيننا نقاش حول تلميع الصور كمعنى اجتماعي وليس كمعنى متعلق بنظافة هيكل الصورة واتخذ النقاش العديد من القصص ، ثم قال لي : مهم جداً أن نلمع صورنا بأيدينا لأنها تخصنا ولكن من المؤسف أن تكون صورنا مليئة بالغبار والاتربة ولا تصل لدرجة الاحتفاء بها ونحاول أن نظهر جمالها بإضافة الأنوار والزخرفة حولها لكي تظهر بشكل جذاب والكل ينظر اليها …انتهى كلامه
يظهر بين فترة والثانية من يحاول ويحاول تلميع صورته حتى لو بأسلوب ( النفاق ) أو ( الكلام الأنيق والمعسول ) أو ( بإظهار أنه الناصح الأمين ) وكل الصور السابقة غير حقيقية ، ولكنها للأسف تنطلي على البعض ويصدقها ، والبعض الآخر يعلم أنها تلميع للوصول إلى شيء ما ، أو لجعل الصورة والإطار لامعين ليكون هو الوحيد الذي ينظر له الكل ويشيد بخبرته وعلمه ودرايته ولو خضع للاختبار لاكتشفوا حقيقته كما تم اكتشاف ( فرانك أباغنيل ) عام 1970 م . الذي حاول التحايل باستخدام ما يسمى ( بالهندسة الاجتماعية ) فالحذر الحذر من هؤلاء المتلمعين ، فالمزارعون يحذرون دائماً من سوسة النخل التي تظهر لمعانها ، ولكنها تنخر في جسم النخلة حتى تصيبها بالشلل فلا هي تنمو ولا هي تثمر ، وعندها لن تجد ما يجذبك للنخلة لا صورتها ولا ثمارها .
..
(*) متخصص في علم الجريمة والمشكلات الأسرية @Dr_AH2020
1 comment
ابو اسامه
07/13/2021 at 9:49 م[3] Link to this comment
احسنت دكتورنا الفاضل؛ نفع الله بك وبعلمك وزادك علماً وادبا