و... نجح الحج .. وحققت المملكة العربية السعودية إبهارًا أخر للعالم - من أقصاه إلى أقصاه.
من قبل ... نجح الحج بملايينه وحشوده الهائلة، من كافة أرجاء العالم.
واليوم ... نجح الحج بألوفه التي كانت لظروف الجائحة
.
ولا يظنن أحد أن عشرات الألوف يسهل قيادتها في مناخ قلق، كمناخ جائحة كورونا
بل إن المسألة للوهلة الأولى تبدو معقدة، لكن الله يسرها بتيسيره .. ثم بجهود وهمة وإصرار مسؤولي وأبناء بلادنا "الأبطال".
نقول تبدو صعبة، لأنه يلزمك أن تتخذ أقصى الاحترازات الصحية، وأوفي التنظيمية الإدارية والأمنية، بحيث لو تسرب لمنظومة الحجيج مصاب وأحد أو أكثر، لنشر العدوى في كل محيط يتحرك فيه.
من هنا كان التحدي، ثم كان الإصرار على النجاح.
.
ولعل الله تعالى قد اطلع على "نيتنا الصافية" بدءًا من الإدارة العليا في بلادنا، وحتى أصغر مسؤول في الحج .. وعلم سبحانه أننا نهدف لأداء الأمانة، ونيل الثواب من الباري عز وجل، فمنحنا سبحانه - ولله الحمد - التوفيق والسداد في كل خطوة خطوناها.
.
لم يكن في حسباننا ونحن نستعد لاستقبال ضيوف الرحمن، أن نعمل من أجل استجداء شهادة شكر من هذا أو ذاك .. بل إن ما كان يشغل بلادنا هو تقديم أقصى خدمة للحجيج، مرضاة لله تعالى، واستشعارا لمسؤوليتنا العظيمة، في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين
وأنعم بها نيّة ومقصد.
.
السعوديون اليوم يعيشون عرسًا وبهجة كبيرة .. وحق لهم أن يبتهجوا، وهم يرون ثمرة جهدهم وقد آتت أكلها، ويرون أن التاريخ قد توجهم مجددا بالفخار، بشهادة جديدة، "ممهورة" بختم التميز، في الحنكة اللافتة لإدارة "الموسم".
.
مرحى لهذا الوطن العظيم .. الذي شرفه الله بخدمه مكة والمدينة وقاصديهما .. فكان في كل مرة "في الموعد"، لا يختل عنه ولا يقصر .. بل إن اللافت أن كل موسم حج ظل امتدادًا لنجاح وتميز سابقه، وفي خط بياني تصاعدي.
.
قدرنا - نحن السعوديين – أن نعيش التحدي مع كل الظروف والمعوقات، حتى أصبحنا كمن يتحدى نفسه، وبتوفيق الله ثم بجهودنا تتذلل الصعاب، وتتيسر الأمور.
قدرنا .. أن نظل نتبارى أينا يسبق الآخر إلى شرف خدمة الحجاج، ثم نكتشف عند خط النهاية أننا كلنا هناك – صرنا أصحاب المركز الأول جميعًا.
قدرنا .. أن كل سعودي كان ولا زال يحمل همّ الحج والعمرة والزيارة، ويستشعر فضل شرف خدمة المكان والإنسان، في شراكة تفاعلية خلاقة، قلّ أن تجد نظيرها.
.
استثمرنا التقنية بكفاءة، وبذلنا المال بسخاء، وسهرنا الليل والنهار.
عيون تراقب، وقلوب تخفق، وعقول تفكر، وسواعد متلاحمة تعمل.
فجاءت المخرجات كما نشتهي ونتطلع، وعاد الحجيج إلى محطات قدومهم، يحملون أجمل الذكريات، وأعطر المواقف، كل منهم يروي لذويه .... أجمل قصص حياته - (قصة الحج).
.
يا أيها التاريخ .. سجل في صفحاتك – إن شئت
للإنصاف فقط ...
أن هذه البلاد المباركة .. المملكة العربية السعودية .. هي الأمينة على المقدسات دائما .. والحفية بضيوف الرحمن دوما.
سجل أنه حتى في زمن "كورونا" كنا ملهمين للدنيا، بحزمة وفيرة، من (العمل الفاخر) لضيوف بيت الله العتيق.
.
اللهم تقبل من الحجاج نسكهم .. وبارك اللهم بلادنا الطاهرة وأهلها، وأحفظ قيادتنا وشعبنا.