تبدأ الفتاة غالبًا الحلم بفارس الأحلام في فترة المراهقة، وتعيش في عالم من الخيال، الفستان الابيض الطويل ومسكة الورود أو الصولجان المرصع بالفصوص البراقة، تعيش الحلم وتتشربه ومع الأيام، تتخيل بيت العمر، وشهر العسل، وأيام مكللة بالسعادة، تتحرر فيها من بعض القيود التي يفرضها عليها الأهل، ترسم الحلم الجميل بريشة زاهية الألوان، المقاهي والمطاعم والمنتزهات ووو حياة كلها ترفيه …
ترى من الذي شكل هذه الصورة في مخيلة بناتنا..؟!
.
وتأتي اللحظة الحاسمة ليلة الزفاف، مرحلة العبور من عنق الزجاجة، وهنا تنثال الحقائق أمامها على أرض الواقع..
بعضها صادم، وبعضها مدهش، والقليل منها يكون قريب من التصور…
سوف أذكر بعض المواقف الصادمة التي تعرضت لها بعض الفتيات في ليلة الزفاف أو بعدها بقليل…
"طبعًا الأسماء افتراضية من عندي…
? هديل ... تزوجت عن قناعة، بل أحبت هذا الزوج رغم فترة الخطبة والملكة القصيرة، والتي لم تتح لها الاقتراب منه أكثر لخجلها وعدم مبادرته، إلا أنها أحبت مكانته المرموقة في المجتمع وثناء الجميع عليه، في ليلة الزفاف كان موعد سفرهما لقضاء شهر العسل خارج المملكة، حلم كل فتاة، كانت تعد الثواني لإقلاع الطائرة، تخطط لصورها التي سوف تنشرها، وأماكن الترفيه والأسواق.
وما أن هبطت الطائرة حتى هبطت معها أحلامها، فهذا الزوج لا يتحدث معها، لم يلمس حتى يدها طيلة الرحلة لم ولم، شعرت بالغربة التي تلبستها عندما تركها في بهو الفندق وحيدة فزعة وخرج بلا عوده، حتى قيض الله لها من ساعدها على التواصل مع أهلها، وحضور أحدهم لاصطحابها بعد عدة أيام عاشتها في خوف وذهول. "يدخل ضمن المصابين بالمرض النفسي"
.
? نورة ... تزوجت ابن عمها الذي لا تعرف عنه الكثير فقد تربى في منطقة غير التي تعيش بها، لم تستطع رفضه أمام "تطبيل" الأهل والأقارب له، فهو الشاب الجامعي، وضابط، وصاحب فزعات للجميع، كانت رسائله لها في فترة الملكة أو "عقد القران" لها تثير اشمئزازها، وتكشف بعض مما خبأه لها القدر من مفاجآت، وقد اشتكت لأمها التي حادثته وحذرته من بعض الأمور، وبين التردد والقبول تم الزفاف، ومع الاقتراب ظهرت الشخصية المسلوبة الإرادة تدير حياته الزوجية أمه وشقيقته، بطريقة استفزازية وضعت بصمتها…
يثور لأتفه الأسباب يقدم تقرير لحظي لأمه وشقيقاته عن مجريات حياته اليومية، وصلت إلى تصوير كل وجبات الطعام، وغيرها والتي كانت فرصة سانحة لهن للانتقاد والسخرية، بدأت الخلافات تدب بين الزوجين، وتفاقمت المشاكل بتدخل أهله، وانتهى بها المطاف في بيت أهلها وهي حبلى وطلب الخلع بعد شهر واحد من الزواج "عدم تحمل المسؤولية وضعف الشخصية".
.
? أما عبير ... فـ حكايتها حكاية فقد تزوجت رجلًا تزوج الألعاب الإلكترونية قبلها، لدرجة انصرافه في ليلة الزفاف للعبة الببجي مع زملائه، حاولت مجاراته واللعب معه، لكنها وجدت أن حياتهم أصبحت مجرد لعبة، أو خروج مع زملائه في الاستراحة مع بقائها طيلة الوقت في المنزل وحيدة، حاولت وحاولت واستنجدت بأهله وأهلها، والجميع يحثها على الصبر حتى تعبت نفسيا، وعادت إلى أهلها في حالة يرثى لها، وطلبت فسخ النكاح بعد ثلاثة أشهر من الزواج" عدم تحمل المسؤولية ومن باب زوجوه علشان يعقل".
وتطول المسيرة والأمثلة والنماذج…
.
ومن هنا ندخل إلى النفق المعتم في الحياة الزوجية ألا وهو "الطلاق السريع"
والذي يأتي من أهم أسبابه سوء الاختيار، وعدم وجود توافق في الفكر والميول والاتجاهات، لأن أغلب الأجيال الجديدة ليس لديهم توازن انفعالي أو تحمل لمسؤوليات الحياة، نتيجة أن كل طلباتهم تكون متاحة ومجابة، فضلا عن ثقافة الـ "تيك أواي" التي يعيشها المجتمع حبًا في التغيير، ما يجعلهم يشعرون بالزهق والملل من العيشة معًا،
وتتنوع قائمة المسببات، لتطال الإدمان والعنف الجسدي وغيرها….
.
عندما نعي العواقب الوخيمة التي ستأتي بعد عبارة "زوجتك ابنتي" .. ونعرف كيف نهيئ الشاب والفتاة لحياة زوجية حقيقية، تعي فيها الفتاة أنها السكن والطمأنينة، ويعرف فيها الشاب أنه الوطن ومظلة الأمان للأسرة الوليدة.
ربما نستطيع الحد من تدهور العلاقة الزوجية منذ بداياتها..
2 comments
د. نوف البنيان
09/06/2021 at 5:53 م[3] Link to this comment
مقال مميز يحاكي واقعاً مراً تعاني منه كثير من الفتيات .. سلمت الكاتبة والقلم ??
صالح الشهري
09/06/2021 at 5:57 م[3] Link to this comment
مقال جيد اختي فاطمة يوضح بعض المشاكل التي تحدث للعرسان الجدد واعتبر هذه قصص فرديه لكل سببه اما مريض نفسي او جهل العرسان او مجبرين علي الزواج . للاسف نحن نضخم المشاكل ولا نجد الحلول والحمد لله الان اصبح هنالك وعي لدي الأسر والأبناء والبنات وهنالك مراكز متخصصه يمكن الاستعانه بها . واخيرا الحظ والنصيب قد يكون سببا . اللهم اصلح احوالنا وأحوال بناتنا وابناؤنا