تحتفل بلادنا المملكة العربية السعودية في كل عام بيومها الوطني المجيد، الذي يوافق الأول من الميزان الموافق للثالث والعشرين من سبتمبر؛ ونحتفي هذا العام باليوم الوطني الحادي و التسعون . نستذكر فيه ملحمة البطولة في الخامس من شوال ١٣١٩/١٩٩٢م. لمؤسس هذه البلاد الملك الإمام المجاهد / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. طيب الله ثراه ورجاله الابطال. مستعيدا ملك اباءه واجداده على هذه البلاد ؛ الذي يعود لتاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى.
فدخل المصمك واعلن ان الحكم لله ثم لعبدالعزيز ال سعود. فالله اعلم حيث يضع رسالته. قال تعالى: ( تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). (26) ال عمران.
فأسس هذه الدولة وجعل دستورها القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فشرع الانظمة المستمدة من الشريعة الإسلامية. فتحققت العدالة والمساواة و استتب الأمن بين القبائل المتناحرة. وانطلق المؤسس نحو توحيد شتات شبه الجزيرة العربية منطقة تلو منطقة . حتى تم انضماممنطقتنا منطقة عسير في ١٣٣٨/١٩١٩م. ودخلت من ضمنها بلاد بارق سلما في ١٣٣٨ وتم لقاء قادة القبائل بقائد الجيش السعودي في بارق وتمت المعاهدة على السمع والطاعة لولي الأمر مؤسس البلاد طيب الله ثراه.وبعدها امر الملك المؤسس بتأسيس إمارة بارق في ١٣٤٣ فكانت اول إمارة بعد أبها في منطقة عسير. و أوصى بأهلها خيرا لمواقفهم الخالدة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى التي اتصل بها رجال بارق حيث كانت العلاقة قائمة بين الإمام سعود بن عبدالعزيز والشيخ احمد بن زاهر البارقي الذي رحب بالدعوة السلفية و دافع عنها ضد الاشراف. واننا إذ نحتفل بيومنا الوطني الحادي و التسعين فإننا بذات الوقت نستذكر في محافظة بارق ذكرى مرور مائة عام على تأسيس الملك عبدالعزيز لإمارة بارق في ١٣٤٣.
وبعد أن استكمل الملك عبدالعزيز توحيد ارجاء البلاد في ٢١ جمادى الأولى ١٣٥١/١٩٣٢م. شارك شيوخ بارق في رسالةلجلالة الملك عبدالعزيز برايهم في تأييد تغيير مسمى البلاد الي المملكة العربية السعودية. وبعد توحيد البلاد كان رجال بارق ضمن جيوش الملك عبدالعزيز في كافة الجبهات في الجبهة السورية و الاردنية في الصراع العربي الإسرائيلي وفي الجبهة الجنوبية في الحرب مع الدولة المتوكلية في اليمن. وفي أحداث الحرم المكي الشريف. وفي غيرها. ولازال رجال بارق يقدمون أنفسهم دون حدود الوطن حتى عهدنا اليوم في الحرب التي تخوضها بلادنا ضد المعتدين من ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن المدعومة من إيران؛ وقد قدمت بارق اكثر من ٤٧ شهيدا في هذه الحرب. ولاء لقادة هذه البلاد حفظهم الله و طاعة لولاة الأمر ووفاء لعطاء الوطن وحبا لثراه الطاهر الذي حفظ لنا قادته حفظهم الله الأمن والأمان و كفلوامعايشنا وحقوقنا الوطنية .
فمنذ توحيد المؤسس طيب الله ثراه وحدشتات الوطن فاستتب الأمن فامن الناس على أرواحهم واملاكهم وابدل الله الحروب امنا وسلاما والترحال رخاء واستقرارا والعوز والفاقة غنى وثراء. وتفجرت الخيرات بأمر الله على يدي مؤسس البلاد ونبع النفط في قلب الصحراء القاحلة فكان من حكمة المؤسس ان استغله في تنمية البلاد والعباد وفي تأسيس التعليم والاستثمار في الطاقة البشرية. ورفع كفايتها وتعزيز مكانة الدولة في العالم وبعد وفاة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه استمر أنجاله البررة ملوك البلاد على مبادئه السياسية والدينية واستكمال اقرار خطط التنمية وتعزيز مكانة الدولة و حضورها في كافة المجالات حتى اصبحت اليوم في مقدمة دول العالم ومحل الاحترام والتقدير و الاحتفاء في المحافل الدولية ومثار إعجاب في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله. الذين اقرا رؤية الدولة الطموحة ٢٠٣٠ ورسموا لمستقبل واعد بالتنمية والازدهار اكثر من اي وقت مضى. وتشهد بلادنا تحولات كبير في شتى المجالات. ركزت رؤية الدولة على رفع مستوى المعيشة والرفاه لمواطنيها و جودة التعليم و جودة الحياة والتنوع الاقتصادي و استدامة الموارد ورفع المهارات واستغلال الموارد و المقومات بشكل غير مسبوق. يجعلنا كمواطنين فخورون بقيادتنا وانتمائنا لهذه البلاد العظيمة بقيادتها الرشيدة و منجزاتها الوطنية الكبيرة ومستقبلها الواعد . في وقت تعم الدول من حولنا الحروب والخراب والطائفية وانعدام الأمن والخوف الذي عاد بهم الي الخلف عقود من الزمن.
وفي يومنا الوطني؛ فإن المواطن المتأمل اليوم بين منجزات هذه البلاد وما يشهده العالم من صراعات ودمار يحمد الله على نعمه ويستذكر قصة ملحمة الملك عبدالعزيز ورجاله لتوحيد شتات البلاد وتغيير حالها من حال الفرقة والفاقة الي الوحدة والرخاء ومن الترحال وصراع البقاء الي رغد العيش والاستقرار. فلا نملك الا أن نحمد الله على نعمه وان نبتهل الي الله أن يحفظ قادة البلادو ان يديم نعمه علينا. وان نعمل جاهدين لتحقيق رؤية قادة البلاد و التلاحم معهم ضد مشاريع التخريب التي يرسم لها الأعداء.
فوطننا ليس ككل الأوطان هو مهبط الوحي وعاصمة الإسلام و رابطة القارات و طاقة العالم والقيادة الراشدة القوية مصدر القرار والقدر و المكانة العالمية والسيادة الأبية التي لم تمسها أيادي الاستعمار ولم توغل فيها آلات الدمار.
وأننا بحق قد من الله علينا بدين الإسلام وخير الأوطان وخير الحكام الحكماء من أسرة ال سعود الماجدة الذين حكموا هذه البلاد العظيمة منذ نحو ثلاثمائة عام. شهدت تحت قيادتهم التنمية والازدهار والامن والأمان والعدل والاستقرار. حفظ الله بلادنا وأدام نعمه وحفظ الله قادتنا ونصرهم وزادهم قوة وعزاً وتمكينا.