(نستاهلك يا دارنا حِنّا هلِك .. انتي سِواد عيوننا شعب وملك)
في ذكرى يومنا الوطني، تنثال العواطف، وتفزّ القلوب، وتتجلى المشاعر، وحُقّ لها أن تتجلى.
في حضرة المناسبة، تترنم القوافي، وتصدح الأطيار، ويستحيل الوطن - من الماء إلى الماء - نشيدًا باذخًا ...
فـ السواحل تعزف مواويلها الخالدة.
والجبال تتمايل بألحانها العذبة.
والصحاري تتغني بقصيدها الباهر.
في معزوفة وطنية، متسربلة بعشق سرمدي لا ينتهي.
.
في ذكرى يومنا الوطني البهيج أجدني - كغيري من السعوديين - نسبح في فضاء من الوهج الأقحواني.
نسافر إلى أعالي السماء، نرقص مع غيوم الفرح.
وبين أكفنا وطنٌ نحمله ويحملنا، نعانق به الجوزاء في عليائها.
نلتحم معه بكواكب الفضاء، فنشكل عقدًا أسطوريا، يضيء قبسًا يتلامع بالضياء.
يحكي قصة وطن ولد من رحم المعاناة، وطن لم يأت هبة من مستعمر ولا هدية من محتل، بل بناه الملك المؤسس ورجاله "طوبة طوبة"، وطن ثابر طويلًا، وجاهد كثيرًا كما يفعل النابهون، حتى صار رقمًا عالميًا صعبًا، ومعادلة كونية مذهلة، تستحق أن تسمى ... "ملحمة التحدي والتوحيد".
.
في ذكرى يومنا الوطني نتوشح الأخضر – علمُنا الخفاق - ليس لونًا أو قطعة قماش وحسب - بل مضغة غالية في أعماق جسدنا، هي قلبنا
نطبع فوق صفحته قبلاتنا العميقة، ثم نضمه إلى صدورنا بأكف مشدودة، ونسافر به ومعه، في سماوات من الحلم والعشق الشفيف.
.
في ذكرى يومنا الوطني، نتذكر جلالة المؤسس، الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ذلكم البطل العظيم، الذي فجر فينا روح التضحية، وأشعل داخلنا فتيل الكفاح.
فـ كان حُلمنا - الذي صنع حُلمنا.
.
قبل التأسيس كان المشهد فُرقة وشتات، فقر وفُتات .. قبائل تتناحر، وقلوب تتنافر، الكلُ يهمّ بأكل الكلّ .. حتى إذ ما أنبلج فجر الوحدة والتوحيد، حلّ الأمن وتوطدت الأخوة، وقام وطن، ونهضت أمة.
ومضى لواء المسير، يحطم صخور العسير، فكان هذا الوطن الشامخ، الذي لا يضاهيه وطن.
.
في ذكرى يومنا الوطني، علينا أن نؤكد العزم ونجدد العهد، بالمحافظة على هذا المنجز الشامخ، الذي صنعه لنا الملك المؤسس، هذا الكيان الشامخ الذي قدمه لنا "أمانة غالية"، ليكون واجبنا أن نحفظه ونحافظ عليه، أن نضعه أبدًا في سويداء قلوبنا، ودائما تحت أهداب عيوننا .. نحمله على أكفنا، ونستودعه مُهجنا، كيما يظل عشقا يسري داخل شراييننا.
.
في ذكرى يومنا الوطني، يتعين علينا ونحن نتماهى مع مواويل الفرح الوطني، أن يكون عملنا أكثر من تريد مشاعر الابتهاج، فأنا وأنت كمواطنين مطالبون بإنتاجيه أكثر، بعمل أكبر، ولذلك علينا أن نفرح ونعمل معا،
فوطننا يستحق مضاعفة الجهود، وتميز الأداء، وصولًا إلى منافسة أمم الأرض على المقاعد الأمامية، فهناك طموحنا، وهناك مكاننا الطبيعي.
ونحن قادرون.
.
ذكرى يومنا الوطني، يجب أن تكون شحنة عطاء جديدة، وطاقة عمل فريدة لـ (إضافة نوعية) لبلادنا، من خلال الشغف، والعمل الميداني الإبداعي.
تلك هل (الترجمة العملية) لـ حُبنا لوطننا.