حالات السأم والملل كثيرًا ما يتعرض لها هذا أو ذاك من الناس، حيث يجد أحدنا نفسه غارقًا في آتون هذا المأزق، وسبب ذلك هو إصابة صاحب الحالة بما يعرف بـ (الوعي الفارغ).
.
بمعنى أن أحدنا يكون منتبه تماماً، لكن لا يوجد هناك ما يشغل ذهنه .. وبعبارة أخرى فهي عبارة عن انخفاض المستوى اليومي للوعي.
.
ويعود هذا إلى ما يمكننا تسميته بـ (نظام أرشفة الفكر)
فأنا أتعلم شيئاً جديداً كل يوم، ولا يمكن حفظ هذه الأشياء في الوعي، أي على السطح .. بل يجب اختزالها بطريقة أو بأخرى داخل الذهن، أي أرشفتها .. وإلا لأصبح الوعي لدي محتشداً مرهقاً.
.
وكمثال توضيحي أقول: كتب فوق رف من رفوف مكتبتي، وهذه الرفوف بعيدة وليست سهلة المنال .. فعندما أجلس وحيدة في مكتبتي وليس لدي ما أفعله. فأنا قد أتناول أحد الكتب التي تتحدث عن موضوع ما سبق أن تعلمته ..
وأظل مستغرقةً في قراءته .. فيغمرني شعور رقيق ..
.
هنا تكون عودة الوعي إلى بعض ما حُفظ في الأرشيف.
1 comment
د. جمعان عبدالقادر الزهراني
09/24/2021 at 10:36 م[3] Link to this comment
شكرا جزيلا لعودة الكاتبة والأديبة الرائعة د. ظافرة القحطاني.
مقالة في الصميم، وهكذا نحن حينما تجتاحنا الحياة ومتطلباتها، نجد في مكتبة المنزل الظلال الوارف إلى أرشيف الذاكرة من خلال ما تمتد إليه عقولنا قبل أيادينا من محتويات المكتبة من مصادر المعلومات المختلفة
شكرا جزيلا على هذا الإثراء دكتورة ظافرة ودام قلمك سيالا بالإبداع