1
أحياناً تسأل نفسك ..
لماذا يتعامل معك الآخرون بسلوك لم تكن تتوقعه؟ .
للوهلة الأولى .. تذهب إلى تفسير ذلك السلوك، على أنه اتجاه مفاجئ لم يكن في الحسبان .. لكنك حينما تعرف أن التفسير يتأثر بما تفكر، وبسلوكك الشخصي، تدرك حينذاك حجم التباين بين ما اعتقدته أنت من تفسير، وبين ما كان ينبغي أن يكون عليه التفسير الدقيق.
وليس غريباً أن تلجأ في حالات معينة إلى لوم الآخرين .. مثل أن تندب سوء سلوكهم .. وأنه لم يعد هناك صداقات حقيقية .. وأن "المصلحة" صارت صيغة التعامل الأوحد للكثيرين.
.
2
تذهب مبكراً إلى عملك فتجد زميلك مُعبّس الوجه .. تُلقي عليه التحية .. فيردها متجهماً دون أن يبتسم لك .. وحتى "الفرّاش" تشعر أنه لم يعد بشوشًا، يُبادرك كالعادة بفنجان القهوة .. وأن رئيسك لم يعد يبتسم لك، كما كان في أول يوم بدأت فيه العمل بإدارته.
هنا .. قد تكون أول ردة فعل في داخلك هي شيء من الغضب من أولئك .. وقد يتبعها ركونك إلى حالة إحباط من نوع ما.
.
3
لكن علماء النفس في مثل هذه الحالة ينصحونك، ألا تكون "ردة الفعل" عندك مشابهة لحالات السلوك، التي التقيتها قبل قليل .. وإلا فان خللاً ما لا بد أن يكون مصاحباً لسلوكياتك أنت.
عليك أن تفهم ... أن أولئك الذين التقيتهم بهذه الصورة، هم أولاً .. "إنسان" ..
.
4
وذلك الإنسان يتعرض لشتى المواقف الحياتية، فقد يكون الواحد منهم لا زال تحت مؤثرات حالة نفسية سيئة، سببها زوجته أو أطفاله، أو عوارض في الطريق أو مشكلات الحياة …. الخ ..
أنت في الواقع بحاجة دائماً إلى أن تتفهّم الآخرين.
ليس من خلال الملامح، ولا من خلال الأحكام السريعة، التي تأتي ردود فعل مبكرة.
إنك لو ابتسمت لهذا وذاك .. ولو أصدقت زميلك وصديقك القول والمحبة، لوجدت منه سلوكًا إيجابيًا..
ربما أكبر وأعظم مما كنت تتوقع.
.
5
عليك إذن ألا تتصرف من خلال "ردة الفعل" ؟ ..
بل حاول دائماً أن تكون أنت – "الفعل" نفسه ..
هكذا تقول قواعد علم النفس ..
ولا بأس أن تترك للآخرين "ردة الفعل" !.
1 comment
د. وفاء ابوهادي
10/24/2021 at 5:00 م[3] Link to this comment
مقال احتوى منهجية سوية للتعامل مع النفس ومسك لجام الأمور حال أي تغيير من الآخرين
وتعويد النفس كذلك أن تلتمس الأعذار لكل من حولها
لله درك استاذي القدير بخيت
مقال متوازن الجوانب لراحة النفس وتعديل ميزان ردة الفعل لأي فعل