يِضْرَبْ الحُبّ شُوْ بِيذِلّ! هذه عبارة عالقة في ذهني منذ ستينيات القرن الميلادي الماضي (1960-1969) وهي العبارة التي كان يرددها "أبو عنتر" في أحد مسلسلات تلك الحقبة "المطيرة".
يرددها أبو عنتر كلما بدرت من رديفه الظريف "غوار الطوشة" حالة ضعف أمام حبيبته ونرددها نحن جيل تلك الحقبة المطيرة كلما رأينا شابا "بطوله وعرضه" يذرع الرصيف بحثا عن نافذة وفيها شبح.
ومنذ عدة أيام، كلما رأيت وزير الغفلة السيد جورج قرداحي وهو يدفع بالتصريح تلو التصريح يمجد فيها الأسد والسيّد أو يدافع فيها عن حزب الله وأنصار الله أقول على البديهة: يضرب المال شو بيذل!
أما اليوم فقد صعقت تماما والرجل يفلسف الحالة اليمنية بصورة لم يكن يفكر بها لا السيد حسن ولا السيد عبد الملك نفسه، صعقت لأني رأيت – لأول مرة – رجلا يدوس كرامته بنفسه، وأمام جميع الناس، وبلا سبب!
الآن تحولت دهشتي إلى حزن، حزنت لأن هناك في هذه الدنيا من يرضى بالهوان، من يتنكر لكل جميل في حياته ويكذب. يكذب ويبالغ في الكذب إلى أن تلامس جبهته أقدام من ينفحه بالمال.
حزنت لأن الليرة التي بلغت حدا من الانهيار قد دفعت بالسيد قرداحي إلى ركوع مشين يختتم به حياته وكنا نظن قبلها أن له كرامة سترتفع به إلى مستوى المواطن اللبناني البسيط الذي ما يزال مرفوع الرأس رغم ارتخاء العملة.
1 comment
عبدالله عواجي
10/28/2021 at 3:25 م[3] Link to this comment
مقال رفيع المستوى…
لغة وتناغماََ بعيداَ عن الحشو والتكرار….
شكراَ للكاتب البارع