على غرار النظام الجامعي الذي يمكن الطلبة الذين لا تساعدهم ظروفهم على الحصول على درجات عالية تدعم معدلهم التراكمي الذي يعتمد عليه المعدل النهائي الهام للطالب الذي يمنحه الأفضلية في حياته العملية والعلمية.
فإنني أدعو الطالب المدعو (نادي النصر) الذي ينتظم في جامعة دوري الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم ولكنه يبدو أنه لا يفهم لغة خطاب دكاترة هذه الجامعة لا سيما هذا الموسم الذي يجعله في أمس الحاجة لحذف ترم للحفاظ على ذلك الإرث التاريخي المتمثل في الجهود الخارقة التي بذلت ونالت التشريف والتتويج بكل جدارة نقية صحية من الضياع نتيجة ما نشاهده من عبثية بحتة جعلت أكثر المتشائمين لا يتوقعون تلك النتائج المخيبة لأمال كل نصراوي حر مخلص طبقا لما يشاهد من تخبطات لا تقرها فرق الحواري التي تلعب بأقدام حافية في ملاعب ترابية ناهيك عن نادي عالمي يعيش عصر الاحتراف ويقف وراءه العز والداعم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فهد بن عبدالعزيز شلال الكرم والجود.
ولا أذيع سرا إن قلت إن الريبة أصبحت تتسلل إلى فكر كل من ينتمي لهذا الكيان عن سر هذا التراجع غير المبرر باختلاق مشاكل أشبه بكونها براءات طفولية وأمور لا يقبلها العقل، بل إن العاقل الذي يستقرأ هذه الأحداث على عجالة قد يساوره الشك في كون الأمر عابر أو أنه سحابة صيف وتذهب.
وإذا ما كلف المحايد نفسه عناء القليل من التأمل في هذا الحال المتعب لكل نصراوي وأشدد على كلمة نصراوي انتماء وعشقا فإن الصورة تتضح جلية بأن هناك خلل ما قياسا بتوافر الأدوات والإمكانات يدعم ذلك الخبرة ويصادق على شرعية الاستحقاق التاريخ. إذن الفرضية الرياضية الصحيحة تقول إن هناك خلل في أحد طرفي المعادلة الأمر الذي غيب الناتج الحقيقي وبالتالي فشلت العملية برمتها.
وكأي بيئة عمل فإن أطراف المعادلة معروفة تماما (أدوات + فريق عمل ناجح + إدارة واعية +مستهدف حقيقي = عمل احترافي خرافي) وفي بيئة النصر الأدوات متوفرة وبأعلى المواصفات عدا بعض المراكز وسآتي عليها. والمستهدف الحقيقي متوفر أيضا بل ومتلهف على تقبل المنتج ولو كان بأقل جودة من بقية منافسيه.
هنا نقف لإعادة صياغة المعادلة فنجد أن فريق العمل والإدارة الواعية غير متوفرة في هذه المعادلة كمنطق رياضي علمي إذاً لا بد من البحث عنها وإيجادها. حتما سأتهم بالهذيان فأقول لكم رويدكم نعم هذان الطرفان غير متوفران تماما في منظومة العمل النصراوي.
كيف؟
تجريم الخطأ منطق، ولكن تكرار ذلك الخطأ هو الخطأ الأكبر وإذا الكلام في الأهم يغني عنه في المهم فإنه إشارة لعدم إمكانية إحلال المهم مكان الأهم وإلا لأصبح الخلل الذي لا يستقيم معه أي إصلاح.
وهذا الأمر ينسحب على وضع نادي النصر العالمي لأن الإدارة التي أتت إليه سبقها هالة إعلامية كبيرة تشير ببشائر خير لكل نصراوي لاسيما أن هناك استحقاق كان قاب قوسين أو أدنى كان سيسجل بمداد من ذهب لهذه الإدارة التي قيل عنها أنها ذات خبرة رياضية عريضة ولكن بوادرها كانت لا تبشر بأي خير فجاءت على فريق شبه مكتمل بعناصر متجانسة فقامت بتفكيك هذه المجموعة إما بإنهاء العقود أو الاستغناء عن المواهب المحلية والتي أصبحت رقما صعبا في المنتخب الوطني.
وتمادت في غيها وجلبت لاعبين في مراكز مشغولة أو لا يحتاجها الفريق وأغفلت الأهم ألا وهي مراكز الحراسة بالغة الأهمية ومنطقة الدفاع وخصوصا الظهير الأيسر.
ثم أبقت على مدرب اتفق الجميع على إفلاسه الفني بكل المقاييس ورغم كل التوسلات بإلغاء عقده في الوقت المناسب إلا أنها صمت آذانها في استعلاء غريب ثم ما لبثت أن أقالته في وقت كان الأجدى الإبقاء عليه ولو من الناحية النفسية او طلبا للاستقرار كما يقال.
بل ذهبت إلى أبعد من ذلك واستقطبت إداري له تاريخ مشرف مع الفوضى والغوغائية وقد تعداه الزمن فكرا وعمرا وآن له أن يستريح تقديرا لجهوده كلاعب مع الإشارة لما ذكر من انفلات لا يليق بلاعب محترف وإداري محنك كما يقال.
هذه إشارات بسيطة وسريعة لكي يفهم الجميع الصورة الحقيقية للوضع النصراوي المختطف وهذه أسباب سطحية وبارزة تؤكد أن هناك ما هو أخطر من ذلك ولكنني لا أريد إطلاق العنان للعقل المتوجس وأغوص في الأعماق بعيدا لكي لا أتوه ويتوه مع القارئ ثم يصدم الجميع بما لا يسر.
ولكن لا بد من بعض التساؤلات البريئة لمن يهمه الأمر سواء من بيده أمر تغيير الأمر في البيت النصراوي أو ممن هم أعلى ويملكون الصلاحية لفعل ذلك.
عزيزي المحايد النزيه ما هو رأيك في هذا الوضع وأين ترى بعين الصقر الحادة مكامن الخلل في هذه المنظومة؟
لعل النصراوي المتعب من العبثية الممنهجة يتساءل في براءة هل نادي النصر ذلك الطالب المجتهد الصادق الذي لا يلقى قبول من لدن مجلس الجامعة التي يدرس بها رغم ارتفاع معدله التراكمي ونبوغه العلمي والأكاديمي؟
إذا كان الأمر كذلك لماذا لا يمنح إجازة مفتوحة من لدن المجلس الأكاديمي ويلغى احتساب الغياب ويقال له إن حذف موسم متاح أيها الطالب المجتهد الغافل عن مفاتيح الأسئلة التي تجعلك ضمن قائمة الشرف الجامعي في بهو الكلية التي تنتمي لها.
دعك من كل ذلك الاستجداء الفارغ لمن لا يهمه أمرك فمتى كتب منافس لمنافسه شهادة استحقاق أو زوده بسلاح فتاك.
واسأل نفسك أيها المثابر المدعو (نصر) من جعلك في هذا الوضع المزري تماما بل والتندر من قبل من كان ترتعد فرائصه عندما تتقابل معه في أي مناظرة أو منافسة.
ولكي تصل إلى إجابة شافية لهذا السؤال ولعلها تكون المصل لهذا الداء المختبئ وراء الوهم, عليك أن تعي تماما أن المعرفة تقوم على الحقيقة العلمية والبرهان العقلي الواضح, وسر العقل لا يكمن في وجوده بل في نقده لذاته وتغيير آلياته لإحداث التغيير الإبداعي وليس عيبا الاعتراف بالخطأ ولعل الصدمة تكون الإفاقة المنشودة التي تعقب الغيبوبة المفتعلة بعامل المكابرة فما يمر به النصر ليس بدعا من القول ولكنه زاد عن حده.
فالبرازيل هزمت بالسبعة، وهزم الأرجنتين بالأربعة والتاريخ لا يشفع لك إن لم تعمل للحاضر، بل سيتجاوزك، وإن اعتمدت على تاريخك فستسقط لا محالة بل ستطمس ذلك التاريخ بتلك الرثائيات الباكية.
والنصر مركبة فخمة تحتاج قائد خبير يحسن التعامل مع مفاتيحها بكل اقتدار لكي تسلك المسار الصحيح وتصل قبل الجميع وبأقل جهد عطفا على ما تتمتع به من تقنيات عصرية تمنحها التميز والتفوق على مثيلاتها، لا سيما وإن احترافية القيادة هي انعكاس حقيقي لثقافة وسلوك قائد مركبته تماما كما هي المركبة تعبيراً صادقاً عن فخامة مالكها وذوقه الرفيع.
ولعلي أختم بقولي (إن أعظم متع الحياة إنجاز ما قال عنه الآخرون إنه مستحيل، والمشكلة ليست مع المستحيل بل مع الممكن القريب المستعصي على التحقيق).
لعلي أتيت على بعض مفاتيح الخلل أو مفتاح واحد على الأقل وإن لم أوفق فحسبي اجتهادي في صدق غايتي من هذا الطرح وهي بيان الخطأ بقراءة ما بين سطور الواقع والمقارنة بين الأدوات المتوفرة ومعايير النجاح وبين كفاءة تفعيلها وكيفية الاستفادة منها كما ينبغي والبحث عن سبيل لإقناع هذا المتعالي بخطأ ممارسته.
بقي أن أقول (هل بقي شيئا من احترام لعقول أولئك المحترقون شعوريا على هذا المشهد المليء بالحزن واللوعة يصوره مقال نزف دما يتساءل في حيرة بالغة ما جدوى الكلمة والآذان صماء، وما فائدة الانحسار بعيدا والمكان يسوده الظلام أساسا؟).
مشهد تبلورت فيه ضياع الهوية وعجز صوت البيان عن تصويره كما يجب، وجف المداد قبل أن يخط كلمة إيضاح واحدة وأكتفي بجملة قالها متألما وهو يحاول لملمة شتات كلمات مبعثرة على وجهها في صحراء الاستغراب هائمة (إن من أعضل المعضلات إيضاح الواضحات). إنها تداعيات النهايات المؤلمة تنعي مستقبل معروفاً سلفا.
مازال هناك متسعا من الوقت لتصحيح ما يمك تصحيحه فهل يفعلون؟ ليتهم يفعلون.