مباريات كأس العالم في قطر تزداد سخونة، كلما تصاعد الجدول للأعلى نحو النهائي.
المنتخبات العريقة، لها منهجها وأسرارها في التعامل مع أجواء ومنعطفات المونديال.
فهي تبدأ الأدوار التمهيدية، (بنفس أقصر) و بـ (ترتم) أقل، كما لو كانت تتناول وجبة طعام خفيفة بين الوجبات، بلهجتنا المحلية “تصبيره” أو “نقنقه”
هي تعمل حسابها لما هو أبعد، لأن عينها على النهائي، لا تريد أن تفقد مجهودها مبكرًا، ولا أن يصاب نجومها سريعا.
صورة الكبار تختلف في ثمن النهائي، وفي ربع النهائي، وما بعدهما …
هناك – طبيعي – تكشر عن أنيابها، وتقدم أفضل ما لديها .. تقدم كرة منضبطة، سريعة، وممتعة.
وتلك (ثقافة) الكرة الاحترافية الراقية، مدربون على أعلى مستوى يعرفون كيف يخططون ويتكتكون، ولاعبون مهرة بشكل اسطوري، كل منهم (مدرب داخل اللاعب) يعرفون كيف يسيرون المباراة بطريقتهم، إن احتاجوا لأهداف رفعوا “الرتم”، وإن اكتفوا استعرضوا، لكن بانضباط وحذر وتركيز.
…
أولئك القوم (الكرة الأوروبية والأميركتين) كأن كرة القدم قد خلقت لهم، وما عداهم مجرد “ضيوف شرف” على “المحفل الكبير”، هم من وضع قواعد الاحتراف الصحيحة (على أصولها)، وطبقوها، التزموا بها، بل وتشبعوا بثقافتها.
أقدامهم كالمغنطيس، تلتصق بها الكرة عند استلامهم لها، من شدة مهارتهم، يحتك بهم الآخرون فيسقطون لقوتهم البدنية، يتناقلون الكرة كما يفعل لاعبو الشطرنج، دقة تمرير، ودقة استلام، وإن (شاتوا) على المرمى فكأن الرصاص الذي يخرج من أقدامهم، وليس كرة من الجلد.
وكمثال: مباراة كوريا الجنوبية مع البرازيل، فقد نثر سحرة السامبا فنونهم، وخطفوا قلوبنا بمهاراتهم، وظللنا نردد الآهات أعجابا بذلك الفن الكروي البرازيلي، الذي كان ألذ من الماء البارد على الظمأ.
…
السؤال ….
متى نصل لمستوى أولئك القوم، ونقارعهم (راس براس) .. وهل ذلك ممكن …؟
نعم ممكن … وحتى لو كان بيننا وبينهم “ألف ميل” … فقط نبدأ الخطوة الأولى الصحيحة، ونتابع ….
.
وبالمناسبة فالقائمون على تسيير الرياضة هناك، ليسوا هواة أو متطوعين، هم محترفون متخصصون، لديهم رؤية، تنبثق منها أهداف، ولها خطوات إجرائية للتنفيذ …
والمهم/ أن لديهم (أدوات قياس تنفيذ الأهداف)
كلمة السر .. أن المسألة عندهم علم ودراسة، وليس (خذني جيتك).