
قصة هذه المعلمة غريبة وعجيبة .. فهي تحمل الكثير من الدراما وأيضاً الطرافة في آن معا ..
وتعالوا نتعرف على الحكاية من أولها .. ففي البداية قامت المعلمة خلود عبدالخالق الزهراني (معلمة بمحايل عسير) بالتبرع بجزء من كبدها لأبنها الطفل طلال ثامر الجحدلي ، الذي كان يعاني من تليف في كامل الكبد
هذا التبرع عمل إنساني عظيم , وفعل جليل تستحق عليه الشكر والتقدير , وقد كان .. حيث حصلت على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة .. وثناء الناس من حولها .. ما عدا رأس هرم جهة عملها مع الأسف وهي وزارة التعليم .
عملية زراعة الكبد التي تبرعت بها “الأم / المعلمة” خلود لطفلها تمت في المستشفى التخصصي بالرياض .
.
وقرر الأطباء منذ الوهلة الأولى (ضرورة) إقامتها وطفلها قريباً من ذات المستشفى التخصصي بجدة لأنه الأقرب لعسير (محايل عسير) , .. وذلك لمتابعة حالة الطفل بعد “الزراعة” , تحسباً لما قد ينتج عنها من آثار جانبية في أي وقت من ليل أو نهار , ولضمان استمرار نجاح الزراعة , وبقاء الطفل على قيد الحياة
.
وطبقا لما قالته المعلمة خلود .. فإنها قد حصلت على تقرير طبي من (مستشفى محافظة محايل العام) يفيد بعدم توفر أي علاج لحالة طفلها لديهم , وعدم إمكانية التعامل مع الحالة في حال حدوث أي طارئ , بسبب ندرة التخصص وحساسية العملية .
تقول المعلمة خلود الزهراني : لقد تقدمت بطلب نقلي إلى مدينة جدة كمعلمة لأكون قريبة من المستشفى التخصصي بجده , حسب توصية الفريق الطبي , وقد استجاب مرجعي في تعليم محايل عسير مشكورين عل طلب انتقالي , تقديراً منهم للحالة الإنسانية , التي نعيشها الطفل وأنا ووالده زوجي .
.
وقالت : وحرصاً منهم جزاهم الله خيرا على إنقاذ طفلي واستمرار حياته , فقد رفعوا موافقتهم على طلب نقلي إلى مقام وزارة التعليم , إلا أنه ومع الأسف الشديد قوبل طلبي في النقل بالرفض
.
وأضافت : فلم يشفع لنا – نحن أسرة هذا الطفل المسكين – ما قدمناه من تقارير طبية لطفلنا , حتى وهي مشفوعة بالتقدير الغالي (وسام الملك عبدالعزيز) الذي مُنح لي تقديراً لموقفي الإنساني فيما قمت به .
.
ومضت تروي مأساتها : لقد رفضت وزارة التعليم طلب نقلي المتكرر للسنة الثالثة على التوالي … ولذلك عندما يصاب طفلي حتى بالأنفلونزا فأن أي مصحة حولنا تعتذر عن علاجه , عندما يعلمون بأنه زارع للكبد , وهذا تصرف صحيح .. فعلاجه حتى لهذه الحالة البسيطة لا يتم إلا في المستشفى التخصصي .
.
الأمر الذي يجعلني أكثر من مرة أقطع دوامي المدرسي , واحمله أنا ووالده على جناح السرعة إلى جدة لمراجعة المستشفى التخصصي , لحساسية حالته طبقا لتوصية الأطباء .. قاطعين قرابة 500 كم ذهابا ومثلها إياباً
وقالت : العملية تمت في تخصصي الرياض لأن جده ليس فيها زراعه فتم تحويلي للرياض
ولكن السستم واحد لان طلال كل تنويمه في المستشفى بعد الزراعة كان في جدة ، حتى اذا ارتفعت حرارته أوديه للطوارئ ويفتحون ملفه ويتعاملون معه بكل حرص لانهم متخصصين ، ويتم التواصل مع طبيبه في الرياض ، ليطلع على نتائج التحاليل من خلال ملفه ويتفقون على طريقة العلاج ، وابني لم يتنوم في الرياض غير مره واحده بعد العملية
والتقرير الصادر من الفريق الطبي مكتوب فيه بالنص .. المريض يحتاج للتواجد قرب مستشفى الملك فيصل التخصصي للحصول على الرعاية الصحية اللازمة لزارع الكبد ، لم يحدد جدة أو الرياض لأن ملفه في الاثنين
وسبب رفض نقل عملي أن لجنة الظروف الخاصة بانه يتابع في عيادة الكبد في الرياض ، على الرغم من ان جميع تقارير التنويم صادرة من جدة ، ولكن في التقارير لا يحدد هل هو صادر من جدة او الرياض لأنها مستشفى واحد
.
وأضافت وقلبها يعتصره الألم : هل يعقل أن وزارة التعليم لا تقدر ظرفي الاستثنائي الصعب هذا ؟ .. وهل يعقل أن تكون مكافأتي وأنا المخلصة في عملي هذا التنكر من وزارة التعليم ؟ .. ثم كيف هي حالتي النفسية في عملي وأنا بين نارين .. طفلي زارع الكبد , وعملي الحريصة عليه أشد الحرص .
.
متمنية ومهيبة في ختام حديثها لنا , بالإنسانية المعروفة عن معالي وزير التعليم , التدخل شخصيا لحسم هذه المسألة العالقة , وإصدار أمره بنقل مكان عملها – من محايل عسير .. إلى جدة .