كثير من الموظفين وخصوصا الذين أمضوا في العمل سنوات عديدة وقد اقتربوا من السن التقاعدي يفكرون في الاستقلالية والرغبة في التقاعد المبكر ومن ثم الدخول في عالم التجارة والأعمال، وتكوين مؤسسة صغيرة يديرونها بأنفسهم وتحت تصرفهم ومن ثم التوسع شيئا فشيئا حتى الوصول إلى تكوين شركة كبيرة ذات نشاط تجاري أو في مجال المقاولات، وهذا شيء جميل ومن باب الطموح، ولكن قد يكون ذلك ذو عواقب وخيمة لا تحمد عقباها في حال الخسارة والضرر الكبير الذي سيطال صاحب المؤسسة أو الشركة، وما سيترتب على ذلك من تبعات اذا لم تتوفر الخبرة الكافية والالمام بنوعية النشاط التجاري.
ان الشعور بالسعادة وقت النجاح شيئ جميل خصوصا إذا كان في الأعمال الخاصة، ولكن يجب قبل الدخول في هذا المجال التفكير جيدا هل يملك الشخص القدرة على إدارة هذا المشروع والمال الكافي له.
هنالك الكثير ممن دخل هذا المجال بعد التقاعد دون دراسة كافية لمجرد إشباع رغباتهم في امتلاك الاستقلالية وتنفيذ ما يصبو إليه وان يكون مديرا بمشروعه الخاص يأمر ولا يؤمر ، بعد ان كان موظفا يتلقى الأوامر من رؤساءه وسرعة تنفيذها دون تأخير.
ان الدخول في اي مشروع مهما كان، هو مغامرة لاسيما إذا كان رأس المال المدفوع هو مكافأة نهاية الخدمة الذي طال انتظارها لسنوات، ومن ثم فقدانه وقد يكون ماهو أسوأ من ذلك وهو فقدان جزء كبير من الراتب التقاعدي جراء تسديد ديون هذا المشروع الخاسر لسنوات قادمة، وقد لا ينفع الندم وقتها....